في صدر الجبال الراشية وفي أعماق ووديان كردستان العراق، يتناغم الحرك الإسلامي بمزيج من التحديات والطموحات الذي يتخذ من تلك الأرض الطيبة مسرحاً لمساوراته السياسية والاجتماعية. يعزف كتاب “الحركة الإسلامية في كردستان”، الصادر عن مركز المسبار للدراسات والبحوث، سيمفونية حافلة بالتفاصيل والتحليلات، ترصد ملامح هذا الفضاء الحركي الإسلامي، الذي لا يزال يتلوح في أفق الاهتمام العربي والدولي بخجل وتواضع.
تمتد صفحات الكتاب، البالغ عددها 247 صفحة، على وجه الأرض كخريطة تفصيلية، ترسم الأحداث والتطورات التي عاشتها الحركة الإسلامية في هذا الإقليم الحيوي. يعمل المؤلف، الذي يختفي وراء اسم “مركز المسبار”، على تسليط الضوء على جوانب غامضة ومجهولة لهذا الفضاء الحيوي، الذي يتراقص على نغمات التوتر والتحدي.
في تفاصيل الكتاب، يكشف المؤلف عن تركيبة معقدة للحركة الإسلامية في كردستان، حيث تتواجد التحولات والتناقضات، كأنها ألوان تتداخل في لوحة فنية معاصرة. يطلع القارئ على محطات التأريخ السياسي والاجتماعي لهذه الحركة، وكيف ارتسمت خطوطها في أفق المشهد الإقليمي والدولي.
يبرز الكتاب جهود مركز المسبار للدراسات والبحوث، الذي أخذ على عاتقه تقديم هذا العمل البحثي الشامل، بأسلوب يمتزج بين الوثائق الأرشيفية والتحليل العميق، مقدماً للقارئ رحلة استكشافية دقيقة في أعماق كردستان العراق.
تتسلل صفحات الكتاب إلى أروقة المنظمات والأحزاب الإسلامية، كأنها محققٌ يتسلل إلى غابة كثيفة لاستكشاف أسرارها ودينامياتها. يتجلى الكتاب في قدرته على رصد الجوانب السياسية بدقة، دون أن يغفل التأثيرات الاجتماعية والثقافية التي تتراكم في خيوط الحركة الإسلامية، مما يجعله مرجعاً غنياً وشاملاً في فهم هذا السياق المعقد.
ومن خلال مقدمته الورقية، يتيح الكتاب للقارئ الغوص في أغوار السياسة والدين في كردستان، حيث تتداخل مسارات الحركة الإسلامية مع التحولات الجيوسياسية الراهنة. يجسد الغلاف الورقي للكتاب صورة بانورامية لتلك الأرض الخصبة، وكأنه يلمس قلب الحركة الإسلامية ويرصد نبضها، مما يعزز من قيمة هذا العمل الفريد في المكتبة السياسية.
في نهاية هذه الرحلة الفكرية والبحثية، يظهر الكتاب كشاهد حي على التنوع والتعدد في كردستان، حيث يتجسد الحرك الإسلامي كلاعب رئيسي في المشهد السياسي والاجتماعي، مما يشكل إضافة قيمة للفهم الشامل لهذا الإقليم الذي لا يزال يحمل ألغازه وأسراره بين جباله وواديانه.