في “البحث عن ألاسكا”، يأخذنا الكاتب بيتر جنكنز في رحلة فريدة ومثيرة عبر أرجاء البرية الأمريكية، حيث يجمع بين الاستكشاف الشخصي واكتشاف البيئة الطبيعية الخلابة. يبدأ السرد بمذكراته الشهيرة “مشياً عبر أمريكا”، حيث قرر بيتر جنكنز، حديث الخريج الجامعي المحبط، الانطلاق في رحلة برية مع كلبه كوبر بحثًا عن ذاته وعن بلاده. هذه التجربة السابقة له ألهمت الملايين من الأمريكيين، والآن يعود بيتر بعد عقدين من الزمن ليقدم لنا رحلته الجديدة في ألاسكا، آخر معاقل البرية في أمريكا.
في طلبه للمغامرة والإلهام، يعبر بيتر أكثر من عشرين ألف ميلاً على مدى ثمانية عشر شهرًا، يستخدم فيها وسائل متنوعة مثل الطائرات الصغيرة في البُعد النائي، والزلاجات الثلجية، وقوارب الصيد، والكاياك، وطرقات ألاسكا البحرية، وطريق النقل الثقيل. يسعى بيتر لاكتشاف جوهر ألاسكا وتحديد معانيها، وذلك من خلال سماع قصص مذهلة من السكان الأصليين لهذه الأرض، من بارو إلى كريغ، وسيوارد إلى ديرينغ، وفي كل مكان بينهم. يقوم بيتر بفهم هذا المكان بطريقة فريدة تميزه عن الآخرين، والصورة الناتجة عن هذه التجربة تعتبر لوحة نادرة ولا تُنسى لأرض خطيرة وجميلة، ولكل الأفراد الذين يعتبرونها موطنهم.
ولا يكتفي بيتر بالسفر وحده، بل يأخذ معه زوجته وابنته البالغة من العمر ثمانية سنوات، حيث يستقرون في “قاعدة العمليات” في سيوارد على شبه جزيرة كيناي، يأتون ويذهبون من هناك، ويستضيفون أفراد عائلتهم لزيارات طويلة. يتناول بيتر ليس فقط رحلاته الشخصية، ولكن أيضًا كيفية عيش عائلته وكيف أصبحوا جزءًا من هذه التجربة، وكيف شاركوا في استكشافات بيتر. يقدم جنكنز سجلاً دافئًا ومضحكًا وملهمًا ولا يُنسى لاكتشاف هذا المكان الذي يأسر خيال الجميع، ولاكتشاف ذاته من جديد.