في رواية “كيف أصبحتُ غبيّاً” للكاتب مارتن باج، نُسجت قصة مؤثرة تأخذ القارئ في رحلة عاطفية وفلسفية مثيرة. تروي الرواية قصة شاب يدعى أنطوان، الذي كان يتمتع بذكاء فائق، وكان دائمًا في حوارات فلسفية وعلمية مع أصدقائه في أحد المقاهي التي اعتادوا التجمع فيها. ومع أن حياته كانت مليئة بالتفكير والنقاش، إلا أن ذكاؤه بدأ يثقل كاهله، ويتحول إلى سبب لشقائه.
يقرر أنطوان القبول بالحقيقة المريرة والتي تكمن في أن عقله هو مصدر معاناته. يتخذ خطوات نحو الغباء كحلا لحياته، حيث يختار أن يشرب الكحول ولكن دون جدوى، وينتهي به المطاف في المستشفى بسبب تسمم كحولي. يفكر في الانتحار ويخضع لدروس حول هذا الموضوع، إلا أنه يتراجع في اللحظة الأخيرة، حيث يدرك أنه لا يرغب في العيش، ولكنه أيضًا لا يرغب في الموت.
يتوجه إلى طبيب يقدم له أقراصًا مهدئة تُخفِّف من تفكيره المفرط. وأخيرًا، يقرر أن يصير سمسارًا بمساعدة صديق قديم درس معه، يعيش حياة مليئة بالتسلية والترف والسذاجة. في كل مرة يفكر في العودة إلى ماضيه، يُنقِذه السمسار وحبوبه المهدئة. يستمر في هذه الحالة حتى يشفق عليه أصدقاؤه القدامى، الذين يعملون جاهدين على إخراجه من حياته الجديدة.
يستجيب أنطوان لمناشدات أصدقائه القدامى، ويعود إلى روتينه القديم، حيث يلتقي بفتاة تتشارك معه تفكيرها، ويبدأون معًا صفحة جديدة من حياتهم. تجسد الرواية رحلة فريدة من نوعها تجمع بين الفلسفة والدراما الإنسانية، وتُلقي الضوء على تحولات الشخصية ورفضها للواقع الصعب، وكيف يمكن للصداقة أن تكون عاملًا حاسمًا في تغيير مسار حياة الإنسان.