في الحادي والثلاثين من يوليو عام 1971، قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإطلاق مهمة فضائية مميزة جداً وهي رحلة أبولو 15، والتي كانت جزءاً من برنامج أبولو الفضائي الذي نظمته وكالة ناسا لاستكشاف الفضاء الخارجي. تلك الرحلة شهدت مجموعة من الإنجازات الرائعة والتي أضافت إلى سجل الإنجازات الفضائية للإنسان.
كانت رحلة أبولو 15 مأهولة بطاقم مكون من رواد الفضاء ديفيد سكوت وجيمس إيرفين، اللذين قادوا المركبة الفضائية صوب محطة الفضاء الدولية. كان الغرض الرئيسي لهذه الرحلة هو جمع عينات جيولوجية من سطح القمر، وتحديداً جبل هادلي الذي كانت المركبة تتواجد في محيطه.
تمت محاولة استكشاف السطح القمري بشكل أكبر من خلال استخدام أول روفر فضائي على الإطلاق، حيث تم نقل الروفر القمري بواسطة المركبة الفضائية، وهو ما جعل الطاقم قادراً على استكشاف مناطق أوسع وجمع عينات متنوعة. تمت تغطية مسافة تقدر بـ 6.2 ميلاً (10.3 كم) خلال جولات استكشافية حول سطح القمر باستخدام الروفر.
تم تنفيذ مهمة ALSEP خلال هذه الرحلة، وهي محطة تجريبية للبيانات البيئية والزلازل على سطح القمر. كما شهدت الرحلة نجاحاً كبيراً في استخدام هذه المحطة لجمع البيانات والمعلومات الهامة حول البيئة القمرية.
تمت الرحلة باستخدام مركبة أبولو 15 التي كانت مجهزة بأحدث التقنيات والأجهزة الفضائية المتاحة في ذلك الوقت. استغرقت الرحلة مدة 394 يوماً، وهي فترة طويلة قضاها الطاقم في الفضاء.
يعد هذا الإنجاز الفضائي جزءاً لا يتجزأ من تطور استكشاف الفضاء، حيث قدمت رحلة أبولو 15 إسهامات كبيرة في فهمنا للظروف البيئية في الفضاء الخارجي، وفي جمع المعلومات العلمية حول القمر وتاريخه الجيولوجي.