في كتاب “رجل مستقل: مغامرات خادم عام”، يروي السيناتور جيم جيفوردز ذكرياته بصدق مدهش، حيث يتناول طفولته السعيدة في بلدة راتلاند بولاية فيرمونت، ومراهقته غير المنضبطة قليلاً، وجهوده في تحقيق حلم الدراسة في جامعة ييل بمساعدة برنامج التدريب العسكري في البحرية الوطنية، ورحلته حول العالم خلال خدمته البحرية لمدة ثلاث سنوات، وخطوبته لإليزابيث ديلي عندما كان طالبًا في كلية هارفارد للقانون.
في فترة توليه لمنصبه الأول كعضو في مجلس شيوخ ولاية فيرمونت، كان لدى جيفوردز سمعة باعتباره جمهوريًا متمردًا. فقد دعم فوائد الرعاية الاجتماعية وحماية البيئة. كمحامي عام لولاية فيرمونت، ساعد في صياغة وتنفيذ بعض من أهم التشريعات في البلاد – مثل قانون الزجاجات، وحظر اللوحات الإعلانية، وحماية الأراضي. على الرغم من فشله في سعيه ليكون حاكمًا لولاية فيرمونت بسبب معارضة الجمهوريين المحافظين في الولاية له، إلا أنه نجح في الفوز بمقعد في مجلس النواب. وفي تلك الفترة كان يعيش في مكتبه بسبب فقره المدقع، بينما كان يواجه مشاكل شخصية في حياته العائلية، حيث انفصل عن زوجته ثم تزوجها مرة أخرى. ومع ذلك، كان جيفوردز خلال سنوات عمله في الكونجرس يهتم بقضايا التعليم والطاقة وزراعة الألبان. فقد كان الوحيد الذي صوت ضد ميزانية رونالد ريغان. كما دعم إصلاح الرعاية الصحية لبيل كلينتون واعترض على عزله. واختلافات جيفوردز مع إدارة بوش الثانية والقيادة الجمهورية أدت إلى قراره بمغادرة الحزب. في كتابه “إعلان استقلالي”، كتب جيفوردز عن قراره بالانسحاب من الحزب الجمهوري. والآن، في هذه الذكريات، يروي لنا المزيد عن من هو وما يؤمن به وما الذي أدى به إلى هذا القرار.
يختتم الكتاب بجزء يتحدث فيه عن كيفية إعادة بناء أمريكا بعد 11 سبتمبر ولماذا يجب علينا تحسين نظام التعليم. وفي نفس النهج الذي يمتزج فيه كتاب جيمي كارتر “ساعة قبل ضوء النهار”، يأتي هذا الكتاب كقطعة سحرية أخرى من أمريكا، متغلغلة في نفس القيم الدائمة والدروس الصعبة.