“رجال وكائنات آخرى”، هو عنوان يثير الفضول للعديد من القراء، فما هي العلاقة بين الرجال والثدييات الأخرى؟ هل هناك مقارنة تحاول الرواية تسليط الضوء عليها؟ هذا ما قد يتبادر إلى ذهن القارئ عند قراءته لهذا العنوان الجذاب.
الكاتب جيم كيبل يقدم لنا رواية تجمع بين الفكاهة والمشاعر العميقة في قالب روائي مميز. يتناول الكاتب حياة شخصية رئيسية تدعى سكوت بارون، الذي يبدو أن لديه كل شيء في الحياة: صديقة جميلة، ومسار مهني مذهل كشاعر مُنشر، ومستقبل واعد. ولكن على الجانب الآخر، يأتي شقيقه الأصغر جيس، الذي هو متزوج وزائد الوزن، ولم يتم نشر أي من كتاباته، ولكنه يحمل اهتماماً خاصاً بالبطاريق. فلماذا يبدو دائماً لسكوت أن حياة جيس أفضل بكثير؟
تبدأ الأحداث بالتصاعد عندما تقرر صديقته أن تنفصل عنه، وهو كان على وشك الاعتراف بكلمة “أحبك”، وتقريباً بمعناها الحقيقي. بعد ذلك، يُخجل نفسه على الهواء مباشرة في برنامج على شبكة بي بي سي، ثم تتوفى والدته فجأة، ويظهر والده الغريب الذي كان مُبتعداً عنه منذ فترة طويلة. سلسلة من الكوارث تدفعه إلى الحافة وأكثر من ذلك بكثير.
في هذا السياق، يكتشف سكوت أن عالمه الذي كان محوره هو نفسه بدأ يتفكك، ويدرك أن مفتاح السعادة قد يكون موجوداً في علاقة سعيدة. لكن قبل أن يتمكن من التقدم نحو حياة جديدة وحب جديد، عليه أن يعرف كيف يُعيد “نورمان الثاني”، وهو بطريقة أو بأخرى تمت سرقته من حديقة الحيوانات، إلى الحديقة مرة أخرى.
“رجال وكائنات آخرى” ليست مجرد رواية فكاهية، بل هي قصة تعكس بجمالية عن البحث عن معنى الحياة ومن فيها الحقيقيين. كيبل يقدم لنا درساً عميقاً بأن الحب هو اختيار يجب أن تتخذه كل يوم لبقية حياتك، وأن حب شخص ما غالباً ما يكون أصعب بكثير من عدم وجود شخص تحبه.
تمتزج الفكاهة مع العمق في هذه الرواية التي تعتبر جزءاً من فن الأدب الأدبي، حيث يقدم الكاتب تحليلاً دقيقاً لعقلية الشخصيات وتطورها عبر مجموعة من الأحداث الساخنة والمليئة بالمفاجآت.
تم نشر هذا الكتاب من قبل دار نشر هاشيت بوكس في شهر مايو من عام 2003، وهو يندرج تحت فئة الرواية الأدبية، والتي تسعى دائماً لاستكشاف أعماق الإنسان وتجاربه الحياتية بأسلوب يمزج بين الحقيقة والخيال بطريقة تلامس القلوب وتثير العقول.