في رحاب رواية “الصرصار”، التي صاغها قلم المبدع راوي حاج، نجد أنفسنا أمام تحفة أدبية تنسج خيوطها بين الإنتقام والرغبة والهلوسة ومتاهات الأزمات. يأخذنا الكاتب في رحلة مثيرة عبر حياة المهاجرين اللبنانيين الذين وصلوا إلى أرض الفرص والتحديات، إلى كندا البعيدة.
تتناول الرواية قصة لبناني يعيش في مدينة مونتريال الكندية، حيث يجسد صراعاته الشخصية والاجتماعية بشكل ملحوظ. تبدأ الأحداث بلحظة حرجة، حينما يقرر الشخص الرئيسي اللجوء إلى محاولة الانتحار. وفي تلك اللحظة الحرجة يتم إنقاذه، ومن هنا تنطلق سلسلة من التفاعلات الدرامية والنفسية التي تصور ببراعة فائقة في طيات السرد.
تنكشف العديد من الجوانب النفسية للشخصية اللبنانية، حيث يتجه إلى العيادة النفسية في محاولة لفهم طبائعه والتغلب على تحدياته الشخصية. وهنا يظهر جدلٌ مثير، حيث يستخدم الشخص اللبناني مهاراته في التلاعب بأعصاب الطبيبة، ما يضفي على القصة طابعًا دراميًا وتشويقيًا يجعل القارئ ينغمس بعمق في عوالم الشخصيات ويتأمل في تداخلاتها الغنية.
تتسم الرواية بعدد من العناصر البارزة، منها عدد الصفحات الذي يصل إلى 384 صفحة، مما يمنح القارئ فرصة كبيرة للتفاعل والتعمق في أحداثها المعقدة وتفاصيلها الغنية. صدرت الرواية في عام 2010 عن شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، وتأتي ضمن فئة الأدب والخيال، وتحديداً تصنيف الروايات.
تبرز الرواية في فضاء الأدب بفضل غلافها الورقي الجذاب، الذي يعكس جوهر القصة ويستند إلى رؤية فنية تعزز تجربة القارئ. بفضل هذه العناصر الفريدة، تتربع الرواية على عرش الأدب، مستحوذة على اهتمام القراء ومحبي القصص الروائية المعقدة والمثيرة.
في النهاية، تظهر رواية “الصرصار” كقطعة أدبية استثنائية، تجمع بين الفن السردي والتعبير عن التجارب الإنسانية، وترسم صورة مؤثرة لحياة المهاجرين والتحديات التي يواجهونها في بيئة جديدة، مما يجعلها محط اهتمام لا غنى عنها في رصيد الأدب العربي المعاصر.