في هذا العمل البارز بعنوان “الشرق الأوسط الجديد” الذي جاء من إبداع أقلام السياسي البارع شمعون بيريس وآري نائور، يتم استعراض تفاصيل اتفاق سلام تاريخي بين حكومة إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في عناوين الصحف الصيفية المتأخرة، ما أثار دهشة وسرور المواطنين ذوي الضمائر الحية في كل ركن من ركنوك العالم. إنها المرة الأولى التي تتلمس فيها أطراف السلام في منطقة تجاوزت صراعاتها الدموية والعنيدة بين العرب واليهود، فقد استمرت هذه النزاعات العقيمة، التي تجاوزت الحروب الساخنة والباردة على حد سواء، لتصبح حقيقة لا مفر منها ولا حل لها في عصرنا الحديث.
عمل الكثيرون من أصحاب السلام والرؤية معًا لتحقيق هذا الاتفاق التاريخي، ولكن لم يلعب أحد دورًا أكثر بروزًا وأهمية من وزير الخارجية الإسرائيلي ورئيس الوزراء السابق، شمعون بيريس. باستخدام الدبلوماسية خلف الكواليس ومنصة الإعلام الدولية البارزة، دعا بيريس إلى تحول كامل في تفكيرنا حول مستقبل الشرق الأوسط. حيث أكد بقوة أن السلام هو البديل الوحيد لليهود والعرب الذين يقفون على حافة قرن جديد وألفية جديدة. إن السلام لن يأتي إلا نتيجة التنازلات، وهو السبيل الوحيد لمنع الأجيال القادمة من com com الوقوع في نفس الأخطاء الفظيعة التي ارتكبتها الأجيال السابقة.
في “الشرق الأوسط الجديد”، يقدم بيريس رؤية مقنعة لمستقبل منطقته. إنه يرى شرقًا أوسطًا معاد إعماره، خالٍ من الصراعات التي عانت منها في الماضي، مستعدًا ليحل مكانه في عصر جديد – عصر لن يتسامح فيه مع التخلف أو الجهل. يتوقع إحياءً اجتماعيًا، وكذلك إحياءً اقتصاديًا – يتغذى من مليارات الدولارات التي أهدرت لعقود على الدفاع. ولكن بشكل حاسم، لا ينصب تركيزه فقط على ما قد يكون. بل يقدم تحليلاً مقنعًا لكيفية تحقيق السلام. إنه لا يسعى إلى شيء أقل من فتح فصل تاريخي جديد بين شعبين: لإنهاء مائة عام من العداء، وبدء مائة عام من السلام والفهم.
“الشرق الأوسط الجديد” هو مخطط لفجر عصر جديد، وهو بيان رؤيوي لأحداث الواقع الحالي التي لا يمكن لأحد تجاهلها، وقد يصبح أيضًا واحدًا من الوثائق السياسية الدائمة في عصرنا.