“رؤية إيما بلاو”، لأورسولا هيجي، تحمل في طياتها سؤالًا مثيرًا: إذا كنت تعلم أنه يمكنك أن تجرب حبًا كبيرًا مرة واحدة في حياتك، هل ترغب في أن تكون هذه السنوات في بداية حياتك أم في نهايتها؟
تدور أحداث هذه الرواية الجيلية حول عائلة ثنائية الثقافة مليئة بالعاطفة والطموحات، والمأساة والتكفير. في بداية القرن العشرين، يهرب ستيفان بلاو من بورغدورف، بلدة صغيرة في ألمانيا، ويأتي إلى أمريكا بحثًا عن الرؤية التي ارتبطت بعقله بشكل مثابر لدرجة أنه حلم بها كل ليلة. تنتهي الرواية بالقريبة البعيدة من ستيفان، إيما، وبميراث حلمه، وهو منزل شقق كان يمتلكه من قبل ومليء بالحقائق الخفية لسكانه السابقين والحاليين. تقدم أورسولا هيجي صورة للمهاجرين في أمريكا: أحلامهم وخيبات أملهم، وتحديات الاندماج، وضعف اللغة وتجاوزها، والحب الذي يربط الأجيال والفجوات الثقافية التي تفرق بينهم بشكل لا رجعة فيه.
هذا العمل يعتبر أحد الأعمال البارزة في فئة الروايات الأدبية التاريخية، حيث تأخذنا هيجي في رحلة زمنية مدهشة تجمع بين ماضي العائلة وحاضرها، وتروي قصة حياة ليست فقط لأفراد العائلة بل للمجتمع ككل.
“رؤية إيما بلاو” تجسد جوهر الحلم الأمريكي، مع كل ما يحمله من تطلعات ومعاني، وتعكس تجارب المهاجرين وكيف أثرت عليهم التحولات الاجتماعية والثقافية في الولايات المتحدة. من خلال هذه الرواية، نجد تواصلًا بين الجيل الأول الذي جاء بحلم النجاح والجيل الثاني والثالث الذين يحملون واقعًا معقدًا ومتشابكًا بين الهوية الألمانية والأمريكية.
تصف هيجي ببراعة عالم الرواية في هذا الكتاب، مع الحرص على تقديم صورة واقعية للحياة والتحولات التي مرت بها هذه العائلة عبر الأجيال. فهي تجسد القصة البشرية بكل ما فيها من مرارة وفرح، وتركز على أثر الأحلام الكبيرة والقوة المدهشة للحب عبر الأجيال.
صدر هذا الكتاب عن دار نشر سايمون آند شوستر في فبراير عام 2000، ولاقى استحسانًا واسعًا من النقاد والقراء على حد سواء، وترك بصمة قوية في عالم الأدب الروائي التاريخي.