في كتاب “رؤى في المسرح العالمي والعربي” للمؤلف رياض عصمت، يتجسد العمل كرحلة استثنائية في عالم النقد المسرحي، إذ لا يقتصر دوره على أن يكون مجرد كتاب أكاديمي تقليدي، بل يتيح للقارئ فرصة فريدة لاستكشاف أعماق فن المسرح من خلال عيون فنان وناقد مميز.
تأتي قيمة هذا الكتاب من الرؤى الفريدة التي يقدمها، إذ يعتبر عصمت نفسه ممارساً للفن المسرحي، وليس مجرد منظرًا يتفاعل معه من بعيد. على مدى أربعة عقود، استمتع الكاتب بتجربة فريدة في ميدان المسرح، وهو ما يمنح القارئ نظرة داخلية عميقة وحية عن تفاعل الكتاب مع هذا الفن الراقي.
تتنوع المحتويات بشكل لافت في هذا الكتاب، حيث يمزج بين النظرية والتطبيق العملي. يقوم عصمت بتسليط الضوء على الجوانب الفنية والإبداعية للمسرح، متنقلاً بين مشاهد تاريخية عريقة في المسرح العالمي وتجارب عربية معاصرة. يقدم المؤلف تحليلات دقيقة لأعمال مسرحية مختارة، مما يضيف بعمق إلى فهم القارئ لجماليات هذا الفن الفريد.
من خلال 431 صفحة مشوقة، يأخذنا عصمت في رحلة ثقافية ملهمة، تتناول جوانب لم يتطرق لها الكتب الأكاديمية التقليدية. يتناول المؤلف قضايا تتعلق بالمسرح والفنون الأخرى، مما يمنح القارئ تفاعلًا شاملاً مع هذا العالم الفني الرائع.
يتسم الكتاب بالغلاف العادي، الذي يعكس بساطة وأصالة المحتوى الذي يحمله بين طياته. يأتي الكتاب من إصدارات مؤسسة بحسون للنشر والتوزيع، مما يعزز مصداقية وجودة العمل الذي يقدمه رياض عصمت.
في فئة الفنون، وبتحديد في فرع المسرح، يقف هذا الكتاب كمصدر غني وشامل يعتبر إضافة قيمة لمكتبة كل عاشق للمسرح والفنون الأدائية. يستحق القراءة الدقيقة والتأمل، فهو ليس مجرد كتاب، بل هو تجربة فنية تتجلى في صفحاته بأسلوب يجمع بين الرؤية الفنية والنظرة النقدية.