في عام 2009، أبصر النور كتابٌ بعنوان “ذكريات من القدس”، للكاتبة سيرين الحسيني، والذي يعد شهيدًا على الساحة الأدبية. يتميز هذا العمل بأنه ليس مجرد كتاب، بل هو ذخيرة تاريخية وبشرية، تشكل فسيفساءً تمتزج فيها شذرات ممتعة ومشوقة في معظم أجزائه.
تقوم الكاتبة في صفحات هذا الكتاب بتقديم مجموعة من الذكريات الشخصية والتجارب الحياتية التي مرت بها في مدينة القدس المقدسة. يتألق الكتاب بمسرات عابرة وشقاءات تظل ديمومة في ذاكرة القاصي والداني، وترتبط بمفردات تأريخية تمتد جذورها عميقًا في التراث الفلسطيني.
تتنوع مكونات الكتاب بين لحظات الفرح والحزن، حيث يبرز الألم والفرح كجوانب لا يمكن فصلها من تجربة الكاتبة في هذه المدينة الرمزية. وفي غمرة الكلمات، تستطيع سيرين الحسيني أن ترسم لوحات تشكيلية بكلماتها، تجعل القارئ يعيش واقعًا متخيلًا لتلك اللحظات التاريخية.
يُعَدُّ هذا الكتاب مصدرًا ثريًا للمعلومات عن تاريخ القدس وتجارب الحياة فيها، حيث يتناول مواضيع مختلفة ذات طابع إنساني واجتماعي. يُلقي الكتاب الضوء على جوانب متعددة من الحياة في القدس، مما يجعله ليس مجرد سيرة ذاتية، بل يمثل مرآة لتاريخ وواقع تلك البقعة الخالدة.
تأتي صفحات “ذكريات من القدس” في غلاف ورقي يعكس رونق الكتاب وجمال محتواه. الناشر، الشروق للنشر والتوزيع في الأردن، قام بدوره بتقديم هذا العمل الأدبي بأسلوب يبرز جمال الكلمة المكتوبة ويخلد قيمها الأدبية.
يتميز الكتاب بعدد صفحات يبلغ 304 صفحة، مما يمنح القارئ فرصة وافرة للاستمتاع بغنى النصوص وعمق المحتوى. يندرج هذا العمل تحت فئة الأدب والخيال، وتحديدًا تحت فئة السير والذكريات، مما يجعله قطعة أدبية فريدة وغنية بالتفاصيل.
في ختام القراءة، يظل “ذكريات من القدس” للكاتبة سيرين الحسيني، ليس مجرد كتاب، بل تحفة أدبية تترك أثرًا عميقًا في نفس القارئ، موفرًا له رحلة ممتعة ومثرية في عالم الذكريات والتاريخ.