رواية “ذا سوتركين” للكاتب توم جيلين هي عمل أدبي استثنائي يقدم للقارئ رحلة مثيرة وممتعة إلى جزيرة تسمانيا في القرن التاسع عشر. تتمحور القصة حول سارة داير التي تلد في أحد أيام الشتاء العاصفة لعام 1821، طفلاً غريب الأطوار، يشبه الفقمة أكثر من أن يكون إنساناً. ومع انتشار خبر ولادة هذا المخلوق الغريب في المستعمرة، يتوافد الأطباء بدهشة ليفحصوا الطفل تحت تنانير سارة. يشك القس السيد كيدني في أنه ولادة بكر، بينما يراه السيد سكالي، عالم التشريح ورجل العلم، كالإجابة الأنتيبودية على السؤال المحير للدرجة المجهولة عن الفقمات الهولندية.
تُعتبر هذه الفقمة مصدر فرح لوالديها ورفيقًا مرحبًا لابنهما نيد البالغ من العمر تسع سنوات، الذي يكتشف مواهب مذهلة – ومربحة – في أخيه الذي له شارب. لكن عندما يصل غريب بزي محترم، يحمل مقترحًا متواضعًا لمستقبل الرضيع، لا يتوقع أحد المتاعب التي تنتظرهم.
تتنوع طبقات القصة بين الفكاهة والدراما والتشويق، وتقدم نظرة مميزة على العلاقات الإنسانية والقيم الأخلاقية في ظل الظروف الغريبة والصعبة. يسافر القارئ عبر صفحات الرواية في رحلة لا تنسى تتخللها مفاجآت لا تُحسد عليها، مع إشراقات فريدة من نوعها تنسجم مع تاريخ تسمانيا وثقافتها.
“ذا سوتركين” لا تقتصر جاذبيتها على محبي الروايات التاريخية فقط، بل تتجاوز ذلك لتلامس أعماق القارئ برسائلها الإنسانية العميقة ورسومها الشخصية الغنية. تحفل الرواية بالتفاصيل الدقيقة التي تضفي واقعيةً وعمقًا على السرد، مما يجعلها تجربة قراءة ممتعة ومثيرة للاهتمام.