“زدني علماً: ديكارت والعقلانية” هو عنوان يتلألأ في سماء الفلسفة، يرتبط بقلم المؤلفة جنفياف لويس، التي تأخذنا في رحلة مثيرة عبر الزمن إلى القرن السابع عشر، حيث تتناغم الفكر الفلسفي مع تحديات العصر والتحولات الثقافية التي شهدها العالم.
في صفحاته، تُقدم لنا المؤلفة رؤية مميزة وعميقة حول الفلسفات العقلانية الكبرى التي نشأت في تلك الحقبة، وتسلِّط الضوء على تأثيراتها وتفاعلها مع النظام الفلسفي الذي وضعه الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت.
تتقسَّم الفلسفات العقلانية، بحسب المؤلفة، إلى جانبين رئيسيين، يتمثل الأول في الفلسفة البرانشية التي تنسب إلى الفيلسوف الفرنسي مالبرانش، والثاني في الفلسفة السبينوزية المرتبطة بالفيلسوف الهولندي باروخ سبينوزا. وعلى الرغم من اختلافاتهما، إلا أنهما يشتركان في التشكيك العميق في الله وفي الفاعلية، ويسعيان لبناء معرفة حقيقية من خلال تحليل الواقع والعقل.
تُثري هذه الرحلة الفلسفية الثرية بالنقاشات والتحليلات المعمقة، وتجعلنا نفهم بعمق أكبر كيفية تأثير الفلسفة الديكارتية على التفكير العقلاني، وكيف نشأت الفلسفات الجديدة كرد فعل على هذا التحدي الفكري الكبير.
“زدني علماً: ديكارت والعقلانية” ليس مجرد كتاب يقتصر على تقديم المعلومات الفلسفية، بل هو عمل يثير الفكر والتفكير، ويشجع على استكشاف عالم الأفكار بعمق وتمعن، مما يجعله واحدًا من القراءات الضرورية لكل من يهوى الفلسفة ويرغب في فهم تطوراتها وتأثيراتها على الفكر البشري.