يُستخدم دواء ديفالبروكس الصوديوم (Divalproex sodium) لعلاج اضطراب ثنائي القطب، وهو اضطراب نفسي يؤثر على المزاج ويتسبب في تقلبات حادة بين فترات الاكتئاب والهوس. يُعتبر هذا الدواء من الأدوية المثبتة للمزاج، ويُعطى للمرضى بهدف التحكم في نوبات الهوس الشديد التي تصاحب اضطراب ثنائي القطب، وكذلك للوقاية من نوبات الاكتئاب المتكررة. يُستخدم أيضًا في بعض الحالات لعلاج نوبات الصرع وللوقاية من الصداع النصفي.
تجربة المريض
في إحدى التقييمات التي قدمها مريض تم علاجه باستخدام ديفالبروكس الصوديوم، أوضح المريض تجربته بالتفصيل، حيث بدأ قائلاً:
“لقد خضعت للعلاج من الاكتئاب السريري منذ سن 18 حتى 40 باستخدام مجموعة متنوعة من الأدوية. كما أنني واجهت مشاكل أخرى مثل إدمان الكحول، والمخدرات، والإدمان الجنسي طوال معظم حياتي البالغة. خلال فترة معينة، قضيت ست سنوات متواصلة من الامتناع عن هذه السلوكيات بدءًا من منتصف التسعينيات، ولكنني حتى في تلك الفترة كنت أعاني من الاكتئاب السريري المُشخص. في ذلك الوقت، كنت أتعالج باستخدام دواء سيرزون (Serzone). وكلما زاد الطبيب الجرعة، زاد الاكتئاب الذي أشعر به. كنت أعيش في دوامة من الهواجس بشأن العلاقات الفاشلة، وتصرفت بطرق محفوفة بالمخاطر من الناحية الجنسية والمالية. أخيرًا، وبناءً على اقتراح المعالج النفسي الخاص بي، قمت بتغيير الطبيب النفسي الذي كنت أتابع معه. قام الطبيب الجديد بتحليل الأعراض التي أعاني منها وأكد أن تشخيصي السابق بالاكتئاب السريري كان خاطئًا، حيث أكد لي أنني أعاني من اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني (Bipolar II Disorder) مصحوبًا باكتئاب حاد.”
التقييم والفعالية
من خلال هذه التجربة، يبدو أن المريض قد كان يعاني من تشخيص خاطئ لسنوات عديدة، حيث كان يُعتقد أنه مصاب بالاكتئاب السريري فقط، ولكن بعد تغيير الطبيب ومعالجة الأعراض بطريقة صحيحة، تم تشخيصه باضطراب ثنائي القطب. هذا التشخيص الجديد ساعد في توجيه العلاج نحو استخدام ديفالبروكس الصوديوم، الذي أظهر فعالية واضحة في تحسين حالته.
قام المريض بتقييم فعالية الدواء بدرجة 5 من 5، ما يعكس مدى الرضا عن النتائج التي حصل عليها بعد العلاج. ويبدو أن التغيير في الخطة العلاجية والتشخيص الدقيق ساهما بشكل كبير في تحقيق هذا التحسن.
اعتماد الدواء وتكرار الوصفات الطبية
تمت الموافقة على استخدام ديفالبروكس الصوديوم لعلاج اضطراب ثنائي القطب من قبل اللجنة الدولية للموافقة على الأدوية (UIC) في 30 مايو 2016. ومنذ ذلك الحين، تم وصف هذا الدواء للمرضى 8 مرات في هذه الحالة، مما يدل على أنه يُعتبر خيارًا علاجيًا موثوقًا لدى الأطباء لعلاج اضطراب ثنائي القطب.
تقييم شامل
يُظهر هذا المريض مثالًا واضحًا على أهمية التشخيص الدقيق في علاج الحالات النفسية المعقدة مثل اضطراب ثنائي القطب. فقد أدى التشخيص الخاطئ بالاكتئاب السريري إلى تفاقم حالته، إلا أن التحول إلى علاج اضطراب ثنائي القطب باستخدام ديفالبروكس الصوديوم أدى إلى تحسين حالته النفسية بشكل ملحوظ. تُعتبر هذه التجربة نموذجًا مهمًا لكيفية أن التشخيص السليم والعلاج المناسب يمكن أن يغير حياة المريض بشكل جذري.
وفي الختام، يمكننا أن نقول أن ديفالبروكس الصوديوم هو دواء فعال في علاج اضطراب ثنائي القطب، ولكن يجب على المرضى الاستمرار في متابعة حالتهم مع الأطباء المتخصصين لضمان تحقيق أفضل النتائج، ولتجنب الوقوع في فخ التشخيص الخاطئ الذي قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض.