ديسفينلافاكسين (Pristiq): الدواء الفعّال لعلاج الاكتئاب وتأثيراته الجانبية
ديسفينلافاكسين، المعروف تجاريًا باسم “برستيك” (Pristiq)، هو أحد الأدوية المضادة للاكتئاب التي تنتمي إلى مجموعة مثبطات امتصاص السيروتونين والنورأدرينالين (SNRI). يُستخدم هذا الدواء بشكل أساسي في علاج الاكتئاب، وهو يعد من الخيارات العلاجية التي أثبتت فعاليتها لدى العديد من المرضى. على الرغم من فعاليته، إلا أن هذا الدواء ليس خاليًا من الآثار الجانبية التي قد تؤثر على المريض بشكل ملحوظ.
الاستخدامات العلاجية لديسفينلافاكسين
يستخدم ديسفينلافاكسين بشكل رئيسي لعلاج اضطرابات الاكتئاب، وخاصة الاكتئاب الحاد. يساهم في تحسين المزاج عن طريق زيادة مستويات النواقل العصبية السيروتونين والنورأدرينالين في الدماغ، مما يساعد في تقليل الأعراض المرتبطة بالاكتئاب مثل الحزن الشديد، وفقدان الاهتمام بالأشياء التي كانت ممتعة سابقًا، والتعب المستمر، والقلق. كما يمكن استخدامه لعلاج اضطراب القلق العام، وعلى الرغم من ذلك، فإن دوره في علاج هذه الحالات قد يختلف من شخص لآخر.
التقييم الفعّالي
من خلال مراجعة تجارب المرضى الذين استخدموا ديسفينلافاكسين، يمكن ملاحظة أن فعالية الدواء تتفاوت. فالبعض قد يشعر بتحسن ملحوظ في فترة زمنية قصيرة، في حين قد لا يشعر البعض الآخر بنفس التأثير أو قد يعانون من آثار جانبية غير مريحة. أحد المرضى البالغين 21 عامًا، الذي بدأ بتناول برستيك منذ عدة سنوات، شارك تجربته مع هذا الدواء، حيث أشار إلى أنه كان قد جرب عدة أدوية مضادة للاكتئاب مثل “بروزاك” و”إيفيكسور”، لكنه لم يشعر بالكثير من الفروق بينها. وعندما بدأ بتناول برستيك بجرعة 50 ملغ، شعر بالتحسن خلال نفس الأسبوع.
الآثار الجانبية لديسفينلافاكسين
رغم فعالية ديسفينلافاكسين في معالجة الاكتئاب، إلا أن له آثارًا جانبية قد تكون شديدة عند بعض المرضى. وقد أفاد المريض الذي أشارنا إليه سابقًا بأن غياب الجرعة اليومية يسبب له آثارًا سلبية بشكل سريع مثل ما يُعرف “بصدمات الدماغ” أو “Brain Zaps”، والتي يمكن أن تتجلى في شعور غير مريح يشبه الوميض الكهربائي في الدماغ. كما يعاني من أعراض أخرى تشمل التشتت الذهني، الدوخة، الغثيان، التعرق الزائد، تقلبات المزاج، وآلام الرأس.
وقد أكد المريض أن هذه الآثار الجانبية كانت شديدة لدرجة جعلته يقرر التوقف عن تناول الدواء. عملية التوقف عن ديسفينلافاكسين كانت صعبة للغاية بالنسبة له، إذ استغرقت حوالي أسبوعين للتعافي من تأثيراته السلبية، وهذا يسلط الضوء على إحدى السمات البارزة لهذا الدواء، وهي قابليته للإدمان، التي قد تكون مؤلمة عند محاولة التوقف عن تناوله.
تاريخ الموافقة والانتشار
تمت الموافقة على ديسفينلافاكسين من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 3 يونيو 2015، مما جعله أحد العلاجات التي انضمت إلى فئة الأدوية المضادة للاكتئاب التي يعتمد عليها العديد من الأطباء في معالجة الحالات النفسية المرتبطة بالاكتئاب. مع مرور الوقت، أظهرت الدراسات السريرية أن هذا الدواء كان فعالًا إلى حد كبير بالنسبة لبعض المرضى في تخفيف الأعراض، لكن تأثيره يظل غير متوقع في بعض الحالات.
أما بالنسبة لعدد المرات التي تم فيها وصف الدواء، فقد تم وصف ديسفينلافاكسين لما يقارب 29 حالة مرضية، وهو ما يعكس اعتماديته في العديد من الحالات، رغم الانتقادات التي قد تصاحب الآثار الجانبية التي يسببها.
الإدمان على ديسفينلافاكسين
أحد الجوانب التي يتميز بها ديسفينلافاكسين هو أنه من الأدوية التي يمكن أن تخلق حالة من الاعتماد الجسدي والنفسي لدى بعض المرضى، خاصة عند التوقف المفاجئ عن تناوله. من خلال التجارب السابقة، تبين أن الانقطاع المفاجئ عن الدواء قد يسبب ما يعرف بـ “أعراض الانسحاب”، والتي تتضمن الصداع، الدوخة، التعرق، وآلام الجسم. لذلك، يُوصى بضرورة تقليل الجرعة تدريجيًا تحت إشراف الطبيب للحد من حدوث هذه الأعراض.
البدائل العلاجية
لمن يعانون من الآثار الجانبية لديسفينلافاكسين أو من يرغبون في تجنب هذه الآثار، هناك عدة بدائل علاجية أخرى يمكن استخدامها في علاج الاكتئاب. من بين هذه البدائل الأدوية الأخرى مثل:
- مثبطات امتصاص السيروتونين (SSRIs) مثل “سيرترالين” (زولوفت) و”باروكسيتين” (باكسيل).
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات مثل “أميتريبتيلين” و”نورترين”.
- العلاج السلوكي المعرفي: وهو نوع من العلاج النفسي الذي يساعد المرضى على تحديد أنماط التفكير السلبية وتغييرها.
- العلاج بالتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS): وهو تقنية غير دوائية تتيح للمرضى علاج الاكتئاب من خلال تحفيز مناطق معينة في الدماغ.
تجارب وآراء المرضى
تجربة المريض الذي تناول ديسفينلافاكسين وشارك رأيه في هذه المقالة تشير إلى جانب مهم في استخدام هذا الدواء: الفعالية مقابل الآثار الجانبية. رغم أن المريض قد شعر بتحسن واضح في بداية استخدام الدواء، إلا أنه أشار إلى أنه لا يُوصي به بشكل مطلق بسبب تأثيراته الجانبية الكبيرة. تقييمه للدواء كان 7 من 10، مما يعكس فعاليته ولكن مع تحذير بشأن الآثار الجانبية التي قد يصعب تحملها لدى بعض المرضى.
الخاتمة
ديسفينلافاكسين يعد أحد الخيارات العلاجية الفعّالة للاكتئاب، لكن يجب أن يتم استخدامه بحذر تحت إشراف طبي دقيق. صحيح أنه قد يُظهر تحسنًا سريعًا في بعض الحالات، إلا أن الآثار الجانبية التي قد تظهر أثناء الاستخدام أو عند التوقف عنه تستدعي الانتباه. يُنصح المرضى بمراجعة الطبيب بشكل دوري لتقييم فعالية الدواء وتعديل الجرعات أو حتى استبداله بعلاج آخر إذا لزم الأمر.