يعد دواء “ديبو-بروفيرا” (Depo-Provera) من الوسائل المعروفة والشائعة لمنع الحمل، وهو يتكون من حقن هرمونية تحتوي على “ديبو ميدروكسي بروجستيرون”، الذي يعتبر من الهرمونات الصناعية المشابهة للبروجستيرون الذي يتم إنتاجه بشكل طبيعي في جسم المرأة. يتم حقن هذا الدواء في العضلة كل ثلاثة أشهر، ويعمل بشكل فعال على منع الحمل من خلال تثبيط الإباضة، أي منع المبايض من إطلاق البويضة، مما يحول دون حدوث الحمل. وقد أثبت هذا العلاج فعاليته في تقليل حدوث الحمل لدى النساء اللواتي يستخدمنه بشكل دوري. في هذا المقال، سنستعرض دواعي استخدام هذا الدواء، آثاره الجانبية المحتملة، وتجربة أحد المرضى، بالإضافة إلى فعاليته وموعد اعتماده من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
دواعي استخدام “ديبو-بروفيرا” (Depo-Provera)
يُستخدم دواء “ديبو-بروفيرا” بشكل أساسي كوسيلة لمنع الحمل طويل المدى. يعد هذا الدواء خياراً مفضلاً للكثير من النساء اللاتي يفضلن عدم تناول حبوب منع الحمل يومياً أو لا يردن إجراء عمليات جراحية مثل زرع اللولب. كما أنه يناسب النساء اللواتي يعانين من مشاكل صحية قد تعيق استخدام وسائل منع الحمل الأخرى. هذا الدواء يتميز بسهولة استخدامه إذ يتم حقنه مرة واحدة كل ثلاثة أشهر، مما يجنب النساء ضرورة التذكر المتكرر لأخذ أقراص يومية.
يعمل “ديبو-بروفيرا” على عدة مستويات لتقليل فرص الحمل؛ من خلال تثبيط عملية الإباضة، وتغيير مخاط عنق الرحم لجعله أكثر سماكة بحيث يصعب على الحيوانات المنوية الوصول إلى البويضة، كما قد يغير بطانة الرحم ليجعل من الصعب على البويضة المخصبة أن تلتصق به.
التجربة الشخصية مع “ديبو-بروفيرا”
تستعرض إحدى النساء تجربتها مع دواء “ديبو-بروفيرا” في سياق استخدامها له كوسيلة لمنع الحمل. تقول: “بدأت باستخدام “ديبو-بروفيرا” عندما كنت في سن الرابعة عشر. استمريت في استخدامه لمدة عام، حيث تلقيت أربعة حقن متتالية. لم أتعرض لفترات الحيض أو لأي أعراض مرتبطة بالحيض، بل كان هناك بعض التبقع الطفيف. مع أول حقنتين، فقدت حوالي 15 رطلاً، ولكن في الحقنتين التاليتين، استعادت الوزن الذي فقدته بالإضافة إلى 20 رطلاً إضافية، مما جعل وزني يزيد بمقدار 35 رطلاً. عندئذ قررت التوقف عن استخدامه والانتقال إلى حبوب منع الحمل”.
وتتابع السيدة في سرد تجربتها قائلة: “استخدمت حبوب “أوبرا” لفترة قصيرة، حوالي أسبوعين، لكنني توقفت عن استخدامها بسبب الشعور بالغثيان الشديد. بعد ذلك، جربت “نوفارينغ” (Nuvaring)، ولكن تبين أن الحلقة لا تجلس بشكل صحيح داخل المهبل، مما أدى إلى شعور بالحرقان والحكة، فقررت بعدها تجربة اللولب غير الهرموني “باراغارد” (Paraguard). بقيت على اللولب لمدة سبعة أشهر، إلا أنني اضطررت إلى إزالته بسبب فترات حيض ثقيلة ومؤلمة للغاية. بعد كل هذه التجارب، عدت إلى استخدام “ديبو-بروفيرا” مجددًا، وقد تلقيت ثاني حقنة لي اليوم. حتى الآن، فقدت حوالي 8 أرطال دون أي أعراض تذكر، باستثناء بعض التبقع الطفيف”.
فعالية “ديبو-بروفيرا”
تقييم فعالية “ديبو-بروفيرا” يعتبر عاليًا جدًا، حيث يُعتقد أنه يقلل من فرص الحمل بنسبة تصل إلى 99%. هذا يعني أن المرأة التي تستخدمه بشكل صحيح ودائم، فإن فرصة حدوث الحمل تكون ضئيلة جدًا. لكن من المهم أن تلتزم المرأة بمواعيد الحقن كل ثلاثة أشهر لضمان الحفاظ على فعالية الدواء.
في تقييمٍ للفعالية من خلال تجربة المرضى، تصف إحدى السيدات الدواء بأنه فعال، حيث منحت الدواء تقييمًا بمقدار 8 من 10. هذا التقييم يعكس درجة الرضا المرتفعة عن فعالية الدواء في منع الحمل، مع ملاحظة أن بعض النساء قد يواجهن زيادة في الوزن أو تغيرات في نمط الدورة الشهرية أثناء الاستخدام.
التأثيرات الجانبية المحتملة لـ “ديبو-بروفيرا”
رغم فعاليته في منع الحمل، إلا أن “ديبو-بروفيرا” قد يسبب بعض الآثار الجانبية لدى بعض النساء، مثل:
- زيادة الوزن: كما ذكر في التجربة الشخصية، يمكن أن تؤدي الحقن إلى زيادة في الوزن، وهو من الآثار الجانبية التي تتخوف منها بعض النساء.
- التبقع: قد تواجه بعض النساء ظهور بقع دموية غير منتظمة بين الحيض، وهي حالة شائعة في بداية استخدام الحقن.
- تغيرات في المزاج: قد تشعر بعض النساء بتقلبات مزاجية أو اكتئاب.
- فقدان العظام: الاستخدام الطويل الأمد لـ “ديبو-بروفيرا” قد يؤثر على كثافة العظام ويزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام.
- اضطرابات في الدورة الشهرية: قد تؤدي الحقن إلى غياب الحيض تمامًا أو تغيرات في طبيعته.
مع ذلك، فإن معظم هذه الآثار الجانبية تكون مؤقتة وتزول بعد فترة قصيرة من التوقف عن استخدام الدواء.
موعد اعتماد “ديبو-بروفيرا” من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية
تم اعتماد دواء “ديبو-بروفيرا” من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 19 يناير 2016. وهو يعتبر من العلاجات التي ثبتت فعاليتها في مجال تنظيم النسل، كما أظهرت الدراسات السريرية أنه لا توجد مشاكل صحية خطيرة مرتبطة باستخدامه لفترات طويلة. ومع ذلك، تواصل إدارة الغذاء والدواء مراقبة أدوية مثل “ديبو-بروفيرا” لضمان سلامتها على المدى الطويل.
التكرار في وصف “ديبو-بروفيرا”
وفقًا للتقارير الطبية، فإن “ديبو-بروفيرا” يُوصف عادة بشكل متكرر لدى النساء اللواتي يرغبن في تجنب الحمل على المدى الطويل. في تجربة السيدة المذكورة، تم وصف الدواء لها مرتين، ما يعكس استمرار توصية الأطباء بهذا العلاج بعد محاولات عديدة مع وسائل منع الحمل الأخرى.
الخلاصة
يُعد “ديبو-بروفيرا” خيارًا فعالًا وآمنًا للعديد من النساء اللاتي يسعين إلى وسيلة موثوقة لمنع الحمل. مع ذلك، فإن بعض الآثار الجانبية مثل زيادة الوزن أو التغيرات في الدورة الشهرية قد تكون مزعجة لبعض النساء، مما يستدعي من الأطباء متابعة الحالة الصحية للنساء اللاتي يستخدمنه. من المهم دائمًا استشارة الطبيب قبل البدء في استخدام “ديبو-بروفيرا” أو أي وسيلة أخرى لمنع الحمل لضمان اختيار العلاج الأنسب لكل حالة.