دول أمريكا الجنوبية وعددها

عدد دول أمريكا الجنوبية وأهميتها الجغرافية والسياسية

تعد قارة أمريكا الجنوبية واحدة من أبرز القارات في العالم من حيث التنوع الجغرافي والثقافي والسياسي. تتميز هذه القارة بتاريخ طويل ومعقد، بدءًا من حضاراتها الأصلية وصولًا إلى الحقبات الاستعمارية ثم إلى الدول المستقلة في العصر الحديث. ولكن على الرغم من تنوع هذه القارة واختلافاتها الثقافية، فإن سؤالًا شائعًا بين الكثيرين هو “كم عدد دول أمريكا الجنوبية؟”، والإجابة على هذا السؤال ترتبط ليس فقط بالعدد الرقمي، ولكن أيضًا بالتفاصيل الجغرافية والسياسية التي تُحدد هذا العدد.

تعريف أمريكا الجنوبية

أمريكا الجنوبية هي إحدى قارات العالم التي تقع في نصف الكرة الغربي من كوكب الأرض. تمتد القارة من بحر الكاريبي في الشمال إلى المحيط الجنوبي في الجنوب، ويحدها من الشرق المحيط الأطلسي، ومن الغرب المحيط الهادئ. تشترك القارة في الحدود مع أمريكا الشمالية عبر منطقة بنما، لكن معظم الحدود الجغرافية والسياسية الخاصة بأمريكا الجنوبية تتسم بالوضوح.

تعد قارة أمريكا الجنوبية وجهة مهمة للجغرافيين والباحثين بفضل تنوعها الطبيعي الواسع من الأنهار والجبال والغابات الاستوائية، إلى جانب تاريخها المليء بالأحداث التي أثرت في تشكيل الهويات الوطنية لكل دولة من دولها.

عدد دول أمريكا الجنوبية

أمريكا الجنوبية تتكون من 12 دولة ذات سيادة. هذه الدول هي:

1. الأرجنتين

2. بوليفيا

3. البرازيل

4. تشيلي

5. كولومبيا

6. الإكوادور

7. غويانا

8. باراغواي

9. بيرو

10. سورينام

11. أوروغواي

12. فنزويلا

تتميز هذه الدول بتنوع لغوي وثقافي وجغرافي هائل، حيث تتحدث أغلب دول القارة باللغة الإسبانية، باستثناء البرازيل التي تعد البرتغالية هي اللغة الرسمية فيها، بينما يتحدث عدد قليل من السكان لغات أخرى مثل الإنجليزية في غويانا والهولندية في سورينام.

الجغرافيا والتنوع الطبيعي

تعتبر أمريكا الجنوبية من أكثر القارات تنوعًا جغرافيًا، حيث تتمتع بتضاريس متنوعة تشمل السهول، الجبال، الغابات الاستوائية، الصحاري، والأنهار. يأتي نهر الأمازون، أطول أنهار العالم من حيث التدفق المائي، في قارة أمريكا الجنوبية ويجري عبر البرازيل بشكل رئيسي، ولكنه يمر أيضًا عبر بيرو وكولومبيا.

إضافة إلى نهر الأمازون، توجد سلسلة جبال الأنديز التي تعتبر الأطول في العالم، وهي تمتد عبر مجموعة من الدول مثل تشيلي، الأرجنتين، وبوليفيا. هذه الجبال تُعد موطنًا للعديد من الأنواع البيئية الفريدة التي تُعتبر ضرورية في الحفاظ على التوازن البيئي في القارة.

كما تتسم أمريكا الجنوبية أيضًا بوجود الغابات المطيرة، مثل غابات الأمازون التي تعد من أكبر الغابات الاستوائية في العالم، ما يجعلها بيئة غنية بالتنوع البيولوجي.

الثقافة واللغات

أمريكا الجنوبية هي قارة غنية بالثقافات المتنوعة التي تأثرت بعدد من العوامل التاريخية مثل الاستعمار الأوروبي والهجرات المختلفة. يمكن تقسيم ثقافات دول القارة إلى عدة مجموعات عرقية ولغوية:

• الهنود الحمر: وهم السكان الأصليون الذين سكنوا القارة قبل وصول الاستعمار الإسباني والبرتغالي.

• اللاتينيون: وهم الأشخاص الذين يعود أصلهم إلى المهاجرين الإسبان والبرتغاليين.

• الأفارقة: الذين جلبهم الاستعمار الأوروبي للعمل في الزراعة والاقتصاد الاستعماري.

• المهاجرون الأوروبيون: الذين وصلوا في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.

التاريخ الاستعماري والتحرر

لقد مرت قارة أمريكا الجنوبية بفترة طويلة من الاستعمار الذي بدأ في القرن السادس عشر عندما بدأت القوى الاستعمارية الأوروبية، مثل إسبانيا والبرتغال، في استكشاف القارة واحتلال أراضيها. استمرت هذه الفترة حتى القرن التاسع عشر، حيث بدأت حركات الاستقلال في معظم دول القارة.

تمكن العديد من دول أمريكا الجنوبية من الحصول على استقلالها في أوائل القرن التاسع عشر، معتمدة في ذلك على الثورات الشعبية والنضال ضد القوى الاستعمارية. من أبرز الشخصيات التي قادت حركات التحرر في أمريكا الجنوبية هو سيمون بوليفار الذي يعتبر “بطل القارة” في العديد من الدول.

الوضع السياسي والاقتصادي في دول أمريكا الجنوبية

تمثل دول أمريكا الجنوبية مزيجًا من الديمقراطيات المستقرة والأنظمة السياسية التي تواجه تحديات كبيرة. ففي بعض الدول، مثل الأرجنتين والبرازيل، توجد ديمقراطيات راسخة تؤدي دورًا مهمًا في اقتصاديات القارة. أما في دول أخرى، مثل فنزويلا، فقد شهدت فترات من التوترات السياسية والاقتصادية التي أثرت على الاستقرار العام.

بالنسبة للاقتصاد، تعد البرازيل أكبر اقتصاد في القارة، وهي قوة إقليمية مهمة في مجالات مثل الزراعة والصناعة. بينما تتميز الأرجنتين والإكوادور أيضًا بتنوع اقتصادي يشمل الزراعة والصناعة والخدمات. رغم هذه الاقتصادات المتقدمة، فإن بعض الدول مثل بوليفيا وغويانا لا تزال تواجه تحديات اقتصادية.

التحديات المعاصرة

تواجه دول أمريكا الجنوبية عددًا من التحديات المعاصرة، أبرزها الفقر وعدم المساواة في توزيع الدخل، بالإضافة إلى مشاكل بيئية مرتبطة بإزالة الغابات وتغير المناخ. تشهد بعض الدول أيضًا مشاكل سياسية داخليّة مثل الفساد والحكم السيئ، مما يؤدي إلى مظاهرات شعبية وحركات احتجاجية.

من جهة أخرى، تُعتبر قضايا حقوق الإنسان والتنمية المستدامة من الموضوعات المحورية التي تشغل الحكومات والمنظمات الدولية في هذه القارة. تعمل بعض الدول مثل كولومبيا وشيلي على تحسين أوضاع حقوق الإنسان، بينما تواجه دول أخرى مثل فنزويلا تحديات متزايدة على هذا الصعيد.

الاستنتاج

في الختام، يمكن القول إن أمريكا الجنوبية، مع تنوعها الكبير من حيث الجغرافيا والسياسة والثقافة، تمثل قارة غنية بالتاريخ والتحديات في آن واحد. إنها تتكون من 12 دولة، كل واحدة منها تتميز بخصوصياتها الذاتية ولكنها تشترك في العديد من القيم والتطلعات. بينما تحاول الدول في هذه القارة تحقيق الاستقرار والنمو، فإن التحديات التي تواجهها من جراء الظروف السياسية والاقتصادية لا تزال تستدعي الاهتمام المستمر من الحكومات والمجتمع الدولي على حد سواء.