“الفيلسوف المسيحي والمرأة” للكاتب إمام عبد الفتاح، يعتبر عملًا ينطلق من زاوية فلسفية معينة، تتناول موضوعًا بالغ الأهمية في مسيرة التنوير الفكري والاجتماعي، وهو دور المرأة في المجتمع. يتأمل الكاتب في الصورة التي رسمتها الفلاسفة للمرأة في تاريخ الفكر الغربي، ويسلط الضوء على كيفية تأثير هذه الصورة على المجتمعات العربية.
في ظل المجتمع العربي، تعتبر المرأة محورًا مهمًا للنقاش والتفكير، حيث يُلقى عليها الأضواء لفهم دورها ومكانتها. تناول الكتاب بعمق وتأمل مسيرة المرأة في هذا المجتمع، محاولًا فهم الأسباب وراء وصفها بألقاب مثل “الرئة المعطلة” أو “الجنس الآخر”. يقف الكاتب عند مفهوم الأنوثة والأنثى في الفلسفة المسيحية، محاولًا فهم كيف تم تشكيل هذا المفهوم وتأثيره على المجتمع وعلى تصوُّر الفرد للمرأة.
من خلال تحليل الصورة السلبية التي رسمها الفلاسفة للمرأة، يحاول الكاتب استعراض الأسباب وراء هذا الوصف، وكيف تأثرت المجتمعات بتلك النظرة السلبية. يناقش أيضًا التبعات الاجتماعية والثقافية لهذا التصوُّر، وكيف يمكن تغييره أو تصحيحه لصالح مجتمع أكثر تقدمًا وعدالة.
بالتأكيد، يُعتبر الكتاب مساهمة مهمة في فهم دور المرأة في المجتمع العربي، وكذلك في تقدير تأثير الفلسفة على تصوُّراتنا وتحولاتنا الاجتماعية. تمتزج في صفحاته بين الفلسفة والنقد الاجتماعي، مما يجعله قراءة مثيرة ومفيدة لكل من يهتم بالمسألة الجندرية وتطوير المجتمعات نحو الأفضل.