يعتبر كتاب “السلاطين في المشرق العربي؛ معالم دورهم السياسي والحضاري، السلاجقة-الأيوبيون”، الذي ألفه الباحث والمؤرخ عصام محمد شبارو، من الأعمال البارزة والمميزة في ميدان الدراسات التاريخية، حيث يقدم للقارئ رحلة تاريخية شيقة تتناول الفترة الزمنية الممتدة من عام 447هـ/ 1055م حتى عام 648هـ/ 1250م، والتي شهدت تغيرات كبيرة في المشرق العربي.
يتميز الكتاب بتسليط الضوء على دور السلاطين غير العرب في هذه الفترة، حيث يبحث في معالم الدور السياسي والحضاري للسلاجقة في العراق والشام، وكذلك دور السلاطين الأيوبيين في مصر والشام. يبدأ الكتاب رحلته من دخول السلطان السلجوقي طغرل بك إلى بغداد، مروراً بسقوط الخلافة الفاطمية في القاهرة، وصولاً إلى سقوط السلطنة الأيوبية وتأسيس سلطنة المماليك.
من الجوانب الملفتة في الكتاب هو الاهتمام بشخصيات تاريخية بارزة مثل طغتكين، عماد الدين زنكي، والملك العادل نور الدين محمود، الذين ساهموا في تشكيل المشهد السياسي والحدودي في المنطقة. يبرز الكتاب أيضا دور السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي، الذي أصبح رمزاً للوحدة العربية في مواجهة التحديات الصليبية، بعد توحيد مصر والشام وتحقيق الانتصار في معركة حطين.
لا يقتصر اهتمام الكتاب على الأحداث السياسية فقط، بل يمتد إلى تسليط الضوء على الحروب الصليبية التي شهدتها المنطقة، من الحرب الأولى في عام 489هـ/ 1095م حتى الحرب السابعة في عام 648هـ/ 1250م.
يأتي الكتاب في 320 صفحة، مقدماً تحليلاً دقيقاً للمرحلة الأولى من عصر السلاطين في المشرق العربي، ويشكل جزءاً هاماً من التراث الثقافي والتاريخي للمنطقة. صدر الكتاب عن دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع، ويأتي بغلاف عادي يتناسب مع جوهره العلمي. يندرج الكتاب تحت فئة “التاريخ والجغرافيا”، وتحديداً ضمن “الدراسات التاريخية”، مما يجعله مرجعاً هاماً للمهتمين بالتاريخ العربي والإسلامي والشؤون السياسية في المنطقة.