في كتابه الموسوم “دور الاتصال السياسي في الحملات الانتخابية”، يقدم الكاتب نوفل الملياني رؤية شاملة وعميقة حول الدور الحيوي الذي يلعبه الاتصال السياسي في خدمة أجندات الفاعل السياسي. يبرز الملياني بأسلوبه السلس والمستند إلى أبحاث دقيقة كيف أصبح الاتصال السياسي أحد العوامل الرئيسية التي تسهم في تشكيل وتوجيه رؤى الناخبين.
تنطلق فلسفة الكتاب من فهم عميق لحقيقة أن الفاعل السياسي يسعى دائمًا لترويض الحس السياسي للناخب، وذلك من خلال تقديم خطاب واقعي وجذاب يستطيع أن يجذب انتباه الناخب ويحقق تأثيراً إيجابياً في الوقت الفعلي. وفي هذا السياق، يسلط الضوء على أهمية الخطاب السياسي في زمننا الحالي، حيث أصبحت الممارسة السياسية تتطلب التفاعل المباشر مع المواطن، وهذا يتطلب استغلال كل الوسائل الاتصالية الممكنة.
تظهر القيمة الفعّالة للاتصال السياسي بشكل خاص خلال الحملات الانتخابية، حيث يقدم الملياني تحليلاً عميقًا لنجاحات وتحديات الاتصال السياسي في هذا السياق. يُبرز الكتاب كيف أن الكلمة أصبحت لها وزنها الخاص وقيمتها، وكيف لم يعد هناك مجال للاستعراض أو الاستخدام الخاطئ لثقة المواطن في رجل السياسة.
ومن خلال توسيع نطاق البحث، يقدم الملياني نموذجًا تطبيقيًا متميزًا لدراسة الحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية المغربي خلال انتخابات 4 شتنبر 2015. يُظهر هذا النموذج كيف يمكن أن يتم تحليل وتقييم فعالية الاتصال السياسي في سياق واقعي، مما يضيف للقارئ رؤى عميقة حول كيفية تعزيز صورة الحزب السياسي عبر الخطاب السياسي.
يُنشر هذا العمل الأكاديمي القيم من قِبَل نور للنشر، ويتميز بغلاف ورقي يعكس أهمية المحتوى الذي يتناوله. يصنف الكتاب تحت فئة الكتب السياسية، وتحديداً في فرع العلوم السياسية.
باختصار، يمثل كتاب نوفل الملياني مصدراً غنياً وشاملاً يلقي الضوء على أهمية الاتصال السياسي في الحملات الانتخابية، ويقدم تحليلًا فعّالًا لتأثيره في تشكيل آراء الناخبين وتوجيه اتجاهاتهم السياسية.