“دوري في المنبر المتنمّر: حديث مباشر عن الأمور التي تجعلني أغضب”، هو عنوان الكتاب الذي يأخذنا في جولة عبر المشاهد السياسية والاجتماعية بأسلوب يتسم بالصراحة والعقلانية. يأتينا هذا العمل من قلم الصحافية والمذيعة التلفزيونية الشهيرة في الولايات المتحدة، جريتا فان سوستيرن، بالتعاون مع إيلين لافيرتي.
في هذا الكتاب، تفتح جريتا النقاش حول القضايا الأكثر إلحاحاً في عصرنا، وذلك بأسلوب مبسّط يتمتع بالمنطق والواقعية. ترفض جريتا التصنيفات السياسية التقليدية التي تحاول وضع الناس في خانة معينة من الطيف السياسي، وتتحدث بوصفها مواطنة تفكر بعقلانية ومنطقية، دون أن تنتمي لأي تيار سياسي محدد. تقول جريتا: “إن بلادنا في مفترق طرق حرج، وكثير منا ما زلنا مشغولين بالتصنيفات القديمة لليسار واليمين التي لم تعد تنطبق. إذا كنت مؤيداً لعقوبة الإعدام في بعض الحالات، هل يجعلني ذلك من اليمين؟ إذا كنت أعتقد أن تشريعات جرائم الكراهية أمر غبي، هل يجعلني محافظة؟ إذا كنت أحب وأستمتع بأوزي أوزبورن وأضعه في برنامجي التلفزيوني، هل يجعلني ليبرالية؟ وإذا كنت أؤمن بأنه يجب محاسبة الشركات إذا تسببت منتجاتها في إيذاء المواطنين، وأنها يجب أن تكون مسؤولة أمام القضاء، فهل يجعلني محامية يسارية؟”.
في جولتها، تتحدث جريتا عن مواضيع متنوعة، كما تعبر عن آرائها بجرأة وثقة. تتحدث عن الجيش وتشدد على أهمية دعم الجنود الذين يضعون حياتهم في سبيل البلاد، وتشير إلى أن الوطنية ليست ميزة لليبراليين أو المحافظين فقط، بل هي واجب كل أمريكي. كما تطرح رأيها بخصوص المحكمة العليا وتقترح أن يكون هناك اختبار معين لتعيين القضاة يتعلق بموقفهم من السماح بالوصول العام إلى جلسات المحكمة. وتتحدث أيضًا عن عقوبة الإعدام، حيث تؤيد قانونيتها وتتمنى استخدامها بشكل نادر وفقط في حالة التأكد التام من إجراء محاكمة عادلة.
بالإضافة إلى ذلك، تقدم جريتا وجهة نظرها بشأن المظهر الشخصي وأهمية الاستمتاع بالحياة والمرح، وتشجع على إدخال الفرحة والمرح في بيئة العمل. برفقتها، يمكنك أن تتوقع جرعة من العقلانية والمرح، إلى جانب مناقشة ممتعة حول القضايا الهامة التي نواجهها اليوم.