مقال عن دواء “Plan B” للطوارئ (وسيلة منع الحمل الطارئة)
مقدمة
تعد وسائل منع الحمل الطارئة من الحلول الطبية التي توفر للنساء فرصة منع الحمل بعد ممارسة الجنس غير المحمي أو في حالات فشل وسائل منع الحمل المعتادة. من بين هذه الوسائل، يأتي دواء “Plan B” كأحد الخيارات الشائعة والفعالة لمنع الحمل في حالات الطوارئ. يعد هذا الدواء من أكثر الوسائل التي يُنصح بها للأشخاص الذين لا يريدون حدوث حمل بعد تعرضهم لمواقف طارئة قد تؤدي إلى الحمل غير المخطط له.
التركيب والاستخدامات
يتكون دواء “Plan B” من مادة ليفونورجيستريل (Levonorgestrel)، وهي هرمون صناعي يشبه الهرمونات الأنثوية الطبيعية مثل البروجيستيرون. يعمل هذا الدواء على منع الحمل عن طريق التأثير على الإباضة (عملية إطلاق البويضة من المبيض)، كما يمكن أن يغير من سمك بطانة الرحم مما يجعلها غير صالحة لاستقبال البويضة المخصبة.
يُستخدم “Plan B” في الحالات الطارئة، أي في حال ممارسة الجنس غير المحمي أو في حال فشل وسائل منع الحمل الأخرى مثل تمزق الواقي الذكري أو نسيان تناول حبوب منع الحمل. يمكن استخدامه حتى 72 ساعة بعد حدوث العلاقة الجنسية، وكلما تم تناوله في وقت أقرب، كانت فعاليته أعلى.
التجربة الشخصية لمريضة
تتعدد تجارب المرضى مع “Plan B”، ومعظم المراجعات تتفق على فعاليته في حالات الطوارئ. واحدة من التجارب التي شاركت بها إحدى المريضات تقول:
“مارستُ الجنس غير المحمي في اليوم السابع من الدورة الشهرية. تناولتُ الحبة بعد ساعتين من العلاقة. لم أتعرض لأي أعراض جانبية على الإطلاق بعد تناولها. عادةً ما يبدأ دورتي الشهرية في اليوم الخامس عشر، وكنت قد بدأت بالشعور بالتقلصات قبل عدة أيام بالإضافة إلى تقلبات مزاجية. في اليوم الخامس عشر، بدأت ألاحظ إفرازات بنية فاتحة، واستمرت لمدة يومين. كنتُ قلقة من أن هذه قد تكون نزيفًا ناتجًا عن انغراس البويضة، ولكن في اليوم السابع عشر بدأ النزيف العادي. أثبتت الحبة فعاليتها بشكل رائع، ولكنني لا أرغب أبدًا في أن أتعرض لهذا الضغط مرة أخرى.”
توضح هذه التجربة كيف ساعد “Plan B” هذه المريضة في تجنب الحمل غير المخطط له، على الرغم من القلق الذي صاحب بعض الأعراض التي كانت تشبه نزيف الانغراس. ورغم أن المريضة لم تواجه أي آثار جانبية سلبية، إلا أن تجربة القلق والتوتر المرتبط بعدم اليقين بشأن حدوث الحمل كانت شديدة.
فعالية “Plan B”
يتمتع دواء “Plan B” بفعالية عالية في منع الحمل إذا تم تناوله في الوقت المناسب. وفقًا للعديد من الدراسات، فإن فعاليته تبلغ حوالي 89% إذا تم تناوله في غضون 72 ساعة بعد العلاقة الجنسية غير المحمية. ومع ذلك، كلما تم تناول الحبة في وقت أقرب بعد العلاقة، زادت فعاليته. لا ينصح باستخدام “Plan B” كوسيلة لمنع الحمل العادية، بل هو مخصص لحالات الطوارئ فقط.
وتعتمد فعالية الدواء أيضًا على الوزن، حيث يمكن أن تؤثر زيادة الوزن بشكل كبير على قدرة الدواء في منع الحمل. بالنسبة للنساء ذوات الوزن الزائد، قد تكون فعالية “Plan B” أقل، وبالتالي يوصى باستخدام وسائل منع حمل بديلة في هذه الحالات.
آلية عمل الدواء
يتداخل “Plan B” مع العديد من العمليات الطبيعية التي تحدث في الجسم لتقليل احتمالات الحمل. من أهم آليات عمله:
- منع الإباضة: يعمل الدواء على تأخير أو منع إطلاق البويضة من المبيض، مما يمنع حدوث التخصيب.
- تغيير بطانة الرحم: يمكن أن يغير “Plan B” من سمك بطانة الرحم، مما يجعلها غير مناسبة لاستقبال البويضة المخصبة في حال حدوثها.
- زيادة كثافة المخاط العنقي: يساعد المخاط العنقي على منع وصول الحيوانات المنوية إلى الرحم، مما يقلل من فرصة حدوث الحمل.
التأثيرات الجانبية
على الرغم من فعالية “Plan B”، إلا أن بعض النساء قد يواجهن آثارًا جانبية ناتجة عن استخدام الدواء. تشمل هذه الآثار الجانبية:
- غثيان وقيء: قد تشعر بعض النساء بالغثيان بعد تناول الدواء، وفي بعض الحالات قد يحدث قيء. إذا حدث القيء في غضون ساعتين من تناول الحبة، يجب على المرأة تناول حبة أخرى.
- نزيف غير طبيعي: قد تعاني بعض النساء من نزيف خفيف أو إفرازات بنية غير معتادة بعد تناول “Plan B”. هذا يمكن أن يحدث بسبب التغيرات في مستويات الهرمونات في الجسم.
- التأثير على الدورة الشهرية: قد يؤدي استخدام “Plan B” إلى تأخير أو تقديم موعد الدورة الشهرية، وفي بعض الحالات، قد تعاني المرأة من دورة غير منتظمة بعد استخدامه.
التصريح والموافقة
تم الموافقة على دواء “Plan B” من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 17 مايو 2016 كوسيلة آمنة وفعالة لمنع الحمل الطارئ. بعد موافقة FDA، تم طرح الدواء في العديد من الأسواق العالمية. وفي بعض الدول، يُسمح ببيع الدواء بدون وصفة طبية، مما يجعله متاحًا بسهولة في الصيدليات.
عدد مرات الوصف الطبي
يتم وصف “Plan B” عادة في حالات الطوارئ فقط، وعادة ما يتم وصفه مرة أو مرتين في السنة للأشخاص الذين يمارسون الجنس غير المحمي. من المهم أن يتم استخدام “Plan B” كوسيلة للطوارئ، وليس كوسيلة دائمة لمنع الحمل.
التوصيات والإرشادات
على الرغم من فعالية “Plan B”، يجب على النساء أن يدركن أنه لا يعد بديلاً لوسائل منع الحمل العادية مثل الحبوب أو اللولب أو الواقيات الذكرية. يُنصح دائمًا باستخدام وسائل منع حمل منتظمة لتجنب حدوث الحمل غير المخطط له.
أيضًا، لا يمكن استخدام “Plan B” في حالات الحمل المؤكد، ولا يمكنه إيقاف الحمل إذا كانت المرأة بالفعل حاملاً.
الخاتمة
يعد دواء “Plan B” خيارًا فعالًا لمنع الحمل في حالات الطوارئ، ويقدم للنساء أملًا في تجنب الحمل غير المخطط له بعد مواقف معينة. ومع ذلك، من الضروري استخدامه في الوقت المحدد واتباع الإرشادات الطبية لتجنب الآثار الجانبية أو الفشل في فعاليته. يُنصح دائمًا باستخدام وسائل منع حمل منتظمة لحماية أفضل ضد الحمل غير المرغوب فيه.