دواء الغدة الدرقية المجففة (Thyroid desiccated) لعلاج مرض هاشيموتو: الفعالية والتجارب الشخصية
يُعتبر مرض هاشيموتو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تؤثر على الغدة الدرقية، ويؤدي إلى تدمير تدريجي لأنسجتها. هذا المرض يتسبب في قصور الغدة الدرقية (hypothyroidism)، مما يترتب عليه نقص في إنتاج الهرمونات الدرقية التي تؤثر على العديد من وظائف الجسم. ولعل أحد العلاجات التي يتم اللجوء إليها في حالات مرض هاشيموتو هو دواء الغدة الدرقية المجففة (Thyroid desiccated)، والذي يُستخلص من الغدة الدرقية للحيوانات. ويتميز هذا العلاج باحتوائه على مزيج من الهرمونات الدرقية الطبيعية، مثل T3 (التريويدوثيرونين) وT4 (التيروكسين)، مما يجعله بديلاً طبيعياً للهرمونات التي يفقدها الجسم بسبب تلف الغدة الدرقية.
ما هو دواء الغدة الدرقية المجففة (Thyroid desiccated)؟
دواء الغدة الدرقية المجففة هو علاج يستخرج من الغدة الدرقية للحيوانات، عادةً من الأبقار أو الخنازير، ويُستخدم لتعويض نقص الهرمونات الدرقية في الجسم. يحتوي هذا الدواء على الهرمون الدرقى T3 و T4، ويفيد بشكل خاص الأشخاص الذين يعانون من قصور الغدة الدرقية، مثل مرضى هاشيموتو. يعتبر هذا العلاج بديلاً طبيعياً للعلاجات الاصطناعية الأخرى مثل السينثرويد (Synthroid) أو الثيروكسين (Levothyroxine)، ويُستخدم على نطاق واسع في العديد من الدول كعلاج فعال للقصور الدرقي.
استخدام دواء الغدة الدرقية المجففة في علاج مرض هاشيموتو
في حالة مرض هاشيموتو، حيث يعاني المرضى من تدمير المناعة الذاتية للغدة الدرقية، يؤدي ذلك إلى نقص في إنتاج الهرمونات الدرقية. يتمثل العلاج الأساسي في تعويض هذا النقص من خلال تناول الأدوية التي تحتوي على هرمونات درقية، حيث يُعتبر دواء الغدة الدرقية المجففة خياراً شهيراً للكثيرين الذين يعانون من قصور في وظيفة الغدة الدرقية.
الأدوية التي تحتوي على هرمونات درقية صناعية مثل الثيروكسين (Levothyroxine) تكون خياراً شائعاً في العلاج، ولكن هناك فئة من المرضى الذين يفضلون دواء الغدة الدرقية المجففة نظراً لاحتوائه على مزيج من هرموني T3 و T4، مما يعكس بشكل أكبر وظائف الغدة الدرقية الطبيعية.
التجربة الشخصية لمريض مع دواء الغدة الدرقية المجففة
تبدأ القصة مع مريض تم تشخيصه بمرض هاشيموتو في شهر نوفمبر، حيث كانت نتائج فحص الأجسام المضادة لإنزيم بيروكسيداز الغدة الدرقية تشير إلى قيمة 10 ضمن نطاق مرجعي من 1-59. بعد تشخيصه، بدأ هذا المريض بتناول Naturethroid، وهو نوع من دواء الغدة الدرقية المجففة، بعد أن أوقف استخدام السينثرويد بسبب تأثيراته الجانبية التي كانت تتضمن ارتعاش العين المستمر.
في البداية، شعرت المريضة بتحسن ملحوظ حيث فقدت بعض الوزن وبدأت تشعر بتحسن عام في مستويات الطاقة. لكن الأمور تغيرت مع مرور الوقت. بدأت تعاني من تصلب شديد في مفاصل الورك والكتف، مما جعل من الصعب عليها الحركة، بالإضافة إلى الألم الحاد الذي كانت تشعر به في تلك المناطق. كما لاحظت ظهور أوردة على جبينها وزيادة في عدد الصداع النصفي.
قررت المريضة زيارة الطبيب وطلبت منه تبديل الدواء إلى WP Thyroid، حيث كانت تشك في أن هناك رد فعل تحسسي على أحد المواد الحافظة في Naturethroid. بناءً على ذلك، وصف الطبيب حقن البريدنيزون لعلاج الالتهاب في الورك والكتف. ومع ذلك، استمرت المريضة في معاناتها من أعراض غير مريحة.
تقييم فعالية دواء الغدة الدرقية المجففة
رغم أن المريضة بدأت العلاج بشعور إيجابي في البداية، إلا أن تجربتها مع دواء الغدة الدرقية المجففة لم تكن خالية من التحديات. وفقاً للتقييم الشخصي، منح المريض الدواء تقييمًا عامًا بمقدار 7 من 10، وهو ما يشير إلى أنه كان فعالًا في بداية العلاج ولكن كانت هناك مشاكل صحية جانبية مع مرور الوقت.
تاريخ موافقة دواء الغدة الدرقية المجففة من قبل إدارة الغذاء والدواء
لقد حصل دواء الغدة الدرقية المجففة على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 11 يونيو 2016، مما يجعله علاجًا معتمدًا وآمنًا للاستخدام في معالجة المرضى الذين يعانون من نقص في هرمونات الغدة الدرقية بسبب مرض هاشيموتو أو غيره من الحالات المرتبطة بالقصور الدرقي. ومع ذلك، فإن إدارة الغذاء والدواء تحذر من أن هذا العلاج يجب أن يتم تحت إشراف طبي، حيث قد تكون هناك بعض المخاطر والتفاعلات الدوائية التي يجب مراعاتها.
عدد المرات التي يتم فيها وصف دواء الغدة الدرقية المجففة
على الرغم من أن دواء الغدة الدرقية المجففة يُعتبر علاجاً فعالاً في بعض الحالات، إلا أن عدد المرات التي يتم فيها وصف هذا الدواء قد يختلف من شخص لآخر. في حالة المريض الذي تم تشخيصه بمرض هاشيموتو، كان قد تم وصف الدواء له 52 مرة، وهو ما يشير إلى استخدام طويل الأمد لهذا العلاج في الحالات التي تحتاج إلى تعويض مستمر للهرمونات الدرقية.
التفاعل مع أدوية أخرى
من الجدير بالذكر أن دواء الغدة الدرقية المجففة قد يتداخل مع بعض الأدوية الأخرى، مثل أدوية مضادة للاكتئاب أو أدوية مضادة للفطريات. لذلك، من المهم أن يتم استشارة الطبيب المعالج قبل تناول أي أدوية إضافية أو مكملات غذائية أخرى، لتجنب حدوث تفاعلات غير مرغوب فيها.
الخلاصة
يعد دواء الغدة الدرقية المجففة خيارًا شائعًا لعلاج مرض هاشيموتو، حيث يُستخدم لتعويض نقص الهرمونات الدرقية الطبيعية في الجسم. ورغم فعاليته في تحسين الأعراض في البداية، قد يعاني بعض المرضى من آثار جانبية غير مرغوب فيها، مثل التصلب في المفاصل أو الصداع. في هذه الحالة، يتطلب العلاج متابعة دقيقة من قبل الطبيب لضبط الجرعة المناسبة وتجنب التأثيرات الجانبية.
من المهم أن يكون المرضى على دراية بمزايا وعيوب هذا الدواء وأن يتناقشوا مع أطبائهم حول البدائل الممكنة أو التعديلات العلاجية لضمان أقصى استفادة من العلاج وتقليل المخاطر المرتبطة به.