كيف تساعد موظفيك على العمل من المنزل بوجود أطفالهم؟
في عصرنا الحالي، أصبح العمل عن بُعد جزءًا من الحياة المهنية اليومية للكثير من الأشخاص حول العالم. ومع ظهور جائحة كوفيد-19 في عام 2020، أصبح العمل من المنزل الخيار المفضل للكثير من الشركات. ومع أن هذا التوجه قد حمل معه الكثير من الفوائد، مثل التوفير في الوقت والمال والمرونة، إلا أنه ألقى أيضًا تحديات جديدة على الموظفين، خاصة أولئك الذين لديهم أطفال. قد تكون بيئة المنزل مليئة بالتحديات التي تجعل من الصعب الحفاظ على التركيز والإنتاجية، سواء كان ذلك بسبب انشغال الأطفال أو احتياجاتهم المستمرة.
إذا كنت صاحب عمل أو مديرًا لفريق يعمل عن بُعد، قد تواجه العديد من الأسئلة حول كيفية دعم موظفيك في هذه البيئة الجديدة. كيف يمكن للموظف أن يوازن بين العمل من المنزل ورعاية الأطفال؟ وكيف يمكنك توفير بيئة تدعم الإنتاجية بينما تحافظ على رفاهية الموظف وعائلته؟
1. توفير مرونة في ساعات العمل
واحدة من أهم الطرق لدعم موظفيك الذين يعملون من المنزل ولديهم أطفال هي من خلال تقديم مرونة في ساعات العمل. معظم الآباء والأمهات يواجهون تحديات في التنسيق بين التزامات العمل ورعاية الأطفال، وخاصة إذا كان الأطفال في سن صغيرة أو يعتمدون على الرعاية المستمرة.
من خلال السماح لهم بتحديد ساعات عمل مرنة يمكنهم خلالها إتمام مهامهم دون الشعور بالضغط، يمكنك أن تساعدهم على الحفاظ على توازن أفضل بين العمل والحياة الشخصية. على سبيل المثال، قد يتمكن الموظف من العمل في الساعات التي لا يتطلب فيها رعاية الأطفال أو أثناء فترات نومهم.
2. تشجيع استخدام أدوات وتقنيات العمل عن بُعد
هناك العديد من الأدوات الرقمية التي يمكن أن تساعد في تعزيز الكفاءة والعمل الجماعي عن بُعد. استخدام منصات مثل Zoom، Microsoft Teams، Slack، وTrello، يمكن أن يسهل على الموظفين التفاعل مع زملائهم وتنسيق العمل دون الحاجة للوجود الفعلي في المكتب.
لكن من المهم أيضًا أن تدرك أن التكنولوجيا وحدها قد لا تكون كافية إذا كانت بيئة العمل المنزلية غير ملائمة. توفير التدريب اللازم لموظفيك حول كيفية استخدام هذه الأدوات بشكل فعال يمكن أن يساهم في تعزيز الكفاءة وتحسين التعاون بين الفريق. كما أن هذه الأدوات توفر أيضًا طرقًا مرنة للتواصل وتحديد المهام، مما يتيح للموظفين تنظيم وقتهم بشكل أفضل.
3. توفير الدعم النفسي والعاطفي
إن العمل من المنزل مع الأطفال يمكن أن يكون مرهقًا نفسيًا وعاطفيًا. العديد من الموظفين قد يشعرون بالضغط المستمر بسبب محاولة التوفيق بين مسؤولياتهم المهنية والأسرية. في هذا السياق، من المهم أن تكون على دراية بأن الموظفين قد يحتاجون إلى دعم نفسي.
توفير بيئة عمل تشجع على التفاهم والمرونة النفسية أمر بالغ الأهمية. يمكن أن يكون ذلك من خلال استضافة اجتماعات فردية مع الموظفين للاستماع إلى التحديات التي يواجهونها، والتأكد من أنهم يشعرون بالراحة في مشاركة مخاوفهم. كما يمكن تنظيم جلسات للدعم النفسي أو توفير استشارات مهنية، خاصة إذا كانت بعض التحديات تتعلق بالإجهاد أو القلق بسبب الجمع بين العمل والحياة الأسرية.
4. تحديد أولويات العمل بشكل واضح
قد يصبح من الصعب تحديد الأولويات عندما يكون الموظف يعمل من المنزل ويواجه تشويشًا من الأطفال. أحد الحلول لهذه المشكلة هو تحديد أولويات واضحة للأعمال. هذا يساعد الموظفين على معرفة ما يجب عليهم إنجازه أولاً، وبالتالي يخفف من التوتر الذي قد يشعرون به عندما يواجهون العديد من المهام في وقت واحد.
من المهم أن يتم التواصل مع الموظفين بشكل دوري حول التوقعات وتحديد الأهداف قصيرة المدى. كما يمكن تقسيم المشاريع الكبيرة إلى مهام أصغر، مما يجعلها أكثر قابلية للتحقيق ويسمح للموظف بإتمام عمله خطوة بخطوة.
5. تقديم الدعم اللوجستي
بجانب الدعم النفسي، يمكن أن تقدم بعض الشركات أيضًا نوعًا من الدعم اللوجستي للموظفين الذين يعملون من المنزل. على سبيل المثال، يمكن للموظفين الذين لديهم أطفال صغار الاستفادة من برامج تساعدهم في تغطية تكاليف الرعاية النهارية أو حتى توفير خدمات موجهة لهم مثل المساعدة في الأعمال المنزلية.
إذا كانت الشركة توفر موارد إضافية مثل مكاتب العمل المريحة، أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة المناسبة للعمل عن بُعد، فقد تصبح هذه الأدوات مفتاحًا لتمكين الموظف من الأداء بشكل أفضل. حتى بعض الشركات قد تبدأ في النظر في تقديم تكنولوجيا ترفيهية للأطفال، مثل الاشتراكات في منصات التعلم عن بُعد، مما يساعد في تقليل الضغط على الآباء أثناء العمل.
6. تعزيز ثقافة التفاهم والاحترام المتبادل
من الضروري أن يتم تعزيز ثقافة الاحترام المتبادل بين الموظفين والإدارة. يجب أن يفهم الجميع أن العمل من المنزل بوجود أطفال يمكن أن يواجه العديد من التحديات غير المتوقعة. يجب على القادة في الشركات أن يظهروا تفهمًا لظروف موظفيهم وأن يتجنبوا تصعيد الضغوط في ظل هذه التحديات.
إدخال مبدأ التفاهم والمرونة في العمل يمكن أن يساعد الموظفين على الشعور بأنهم لا يعملون في بيئة مرهقة، بل في بيئة تشجع على التوازن بين العمل والحياة الشخصية. يمكن للأدوات التي تم توفيرها من قبل الشركة أن تسهم في خلق جو من التعاون وتخفيف الضغوط التي قد يشعر بها الموظف، مما يعود بشكل إيجابي على إنتاجيته.
7. إجازات راحة أو فترات استراحة مرنة
العمل المستمر من المنزل مع وجود أطفال قد يسبب شعورًا بالإرهاق الذهني والجسدي. لذلك، من المهم أن تشجع على أخذ فترات استراحة منتظمة أو إجازات قصيرة، حتى لو كانت لفترات محدودة، حتى يتمكن الموظف من إعادة شحن طاقته.
تشجيع الموظفين على أخذ فترات استراحة أثناء اليوم يمكن أن يحسن من أدائهم ويساعدهم على التخلص من الضغط والتوتر الذي قد يتراكم نتيجة للتفاعل المستمر مع الأطفال والالتزامات المهنية. يمكن توفير فترات مرنة أو إجازات قصيرة للعناية بالأسرة، مما يعزز صحة الموظفين العامة.
8. تشجيع التفاعل الاجتماعي بين الموظفين
العمل من المنزل قد يؤدي إلى الشعور بالعزلة الاجتماعية، خاصة إذا كان الموظف يعمل بمفرده في المنزل ويرتبط تفاعله الاجتماعي فقط بالعائلة. لتخفيف هذا الشعور بالعزلة، من المفيد تنظيم فعاليات اجتماعية رقمية بين الموظفين. يمكن أن تشمل هذه الفعاليات جلسات دردشة غير رسمية أو فعاليات اجتماعية عبر الإنترنت يمكن للموظفين المشاركة فيها مع عائلاتهم.
التفاعل مع الزملاء في بيئة غير رسمية يمكن أن يساعد في تعزيز روح الفريق وتقوية الروابط بين الأفراد داخل الشركة. هذا بدوره يعزز من الشعور بالانتماء ويخفف من مشاعر الوحدة التي قد تصاحب العمل عن بُعد.
9. تعزيز ممارسات الصحة البدنية
من المهم أن يحظى الموظفون بفرص لتحسين صحتهم البدنية حتى أثناء العمل من المنزل. وجود الأطفال في المنزل قد يحد من قدرة الموظف على الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية أو أخذ فترات رياضية منتظمة. لذلك، من المفيد أن تشجع الموظفين على ممارسة التمارين الرياضية المنزلية أو حتى تقديم ورش عمل إلكترونية حول تمارين رياضية بسيطة يمكن القيام بها في المنزل.
إدخال هذه الأنشطة الصحية في روتين العمل اليومي يساعد على تقليل التوتر البدني ويعزز الصحة العامة، مما يساهم في زيادة الإنتاجية.
10. تعزيز بيئة عمل مريحة في المنزل
أخيرًا، من الضروري أن توفر لموظفيك التوجيه حول كيفية إعداد بيئة عمل منزلية مناسبة. إذا كان الموظف يقضي ساعات طويلة أمام الكمبيوتر أو في أماكن غير مريحة، فإن هذا قد يؤثر سلبًا على إنتاجيته وصحته العامة. لذلك، يجب أن تشجع الموظفين على تخصيص مكان مريح للعمل يحتوي على الأدوات اللازمة من حيث الكراسي، المكاتب، وأجهزة الكمبيوتر.
إضافةً إلى ذلك، من المفيد أن يوازن الموظف بين وقت العمل ووقت الراحة، مما يساعد على تجنب الإرهاق والمشاكل الصحية المرتبطة بالجلوس لفترات طويلة.
الخلاصة
إن توفير الدعم لموظفيك الذين يعملون من المنزل مع أطفالهم يتطلب مزيجًا من الفهم العميق، التكيف مع المتغيرات، والمرونة في التعامل. من خلال تقديم بيئة عمل مرنة، أدوات تكنولوجية مناسبة، ودعماً نفسياً ولوجستياً، يمكن أن تضمن نجاح فريق العمل وزيادة إنتاجيته. في النهاية، الموظفون الذين يشعرون بأنهم مدعومون في التوفيق بين حياتهم المهنية والشخصية سيكونون أكثر قدرة على تقديم أفضل ما لديهم في العمل.
