في عالم يتسارع نحو مستقبل أكثر استدامة، تبرز قضايا البيئة وتغير المناخ كأحد أكثر القضايا إلحاحًا وأهمية. يأخذنا كتاب “الدعم القانوني والمالي للطاقة المتجددة”، الذي ألفته الباحثة والكاتبة شيماء الجبر، في رحلة معرفية عميقة إلى عالم التحول البيئي والجهود المبذولة لتحقيقه.
تفتتح الكاتبة الجبر رحلتها بتسليط الضوء على الوعي المتزايد حول خطورة التلوث وآثاره السلبية على البيئة والصحة العامة. تقوم بتحليل جذور هذا التلوث، الذي يعزى بشكل كبير إلى مصادر الطاقة التقليدية، التي يطلق عليها البعض اسم “المصادر الملوثة”. وهنا تتنقل الكاتبة بأناملها السلسة بين تفاصيل الأزمة البيئية الحالية وكيفية التصدي لها من خلال الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة.
تسلط الضوء على أهمية الدعم الحكومي والتشريعات الفعّالة المتعلقة بمجال الطاقة المتجددة كمفتاح للتغيير. فالقوانين التي تُشرع بعناية تحفز على استثمارات قائمة على تكنولوجيات الطاقة المتجددة، وتعزز من دورها في ميدان الطاقة النظيفة. يُبرز الكتاب كيف يمكن للتشريعات القوية أن تكون السائق الأساسي لتوسيع نطاق استخدام وتطوير هذه المصادر البيئية.
على جانب آخر، تسلط الجبر الضوء على أهمية وجود هيئات مختصة في متابعة وتنظيم مجال الطاقة المتجددة. إذ توضح كيف يمكن لهذه الهيئات أن تكون محركًا للابتكار وتحقيق التوازن بين الاستفادة من المصادر المتجددة وحماية البيئة.
وبالنسبة للجانب المالي، يشير الكتاب إلى دور الحوافز الضريبية في تحفيز المستثمرين نحو الطاقة المتجددة. يتناول بعمق كيف يمكن للتسهيلات المالية، مثل الإعفاءات الضريبية وتخفيضات التكاليف، أن تكون حافزًا كبيرًا لتعزيز استخدام وتطوير تلك التقنيات.
“الدعم القانوني والمالي للطاقة المتجددة” يختتم برؤية شاملة لمستقبل الطاقة، حيث يبرز الدور المحوري الذي تلعبه المصادر المتجددة في بناء عالم أكثر نظافة واستدامة. يقدم الكتاب تحليلاً عميقًا وشاملاً، يضع قارئه في متناول المعرفة العميقة حول هذا الجانب الحيوي والمستقبلي في مجال الطاقة.