في رواية “السقوط الحلم”، يأخذنا الكاتب جوان د. فينجي في رحلة ملحمية إلى عوالم مظلمة ومثيرة في مستقبل بعيد. تبدأ القصة في أعماق مدينة فقيرة تدعى “أولدسيتي”، حيث يعيش البطل كات ويشعر بكره شديد تجاه ادعاءات الأثرياء ومكائد القوى الفضائية الجامعة؛ ففي كل مرة يتم استخدام كات. لقد كان لصًا، ومحتالًا، وجاسوسًا، وعبدًا. تم استخدامه كقطعة شطرنج. ككلة.
لكن في هذه اللحظة، يكون كات باحثًا، عالمًا من فريق الجامعة لدراسة علم الكائنات الفضائية في كوكب الملاذ، وهو موطن الحيتان السحابية الغامضة. هذه المخلوقات الهوائية الضخمة التي تم إنشاؤها من قبل نوع غير معروف، الحيتان التليباثية، هي أكثر من جميلة بشكل فريد. أفكارهم وأحلامهم تظهر، تتساقط من السماء لتشكل مرجانًا ضخمًا من البيانات الصلبة المكونة من الفكر النقي، يمكن الوصول إليها… بيانات يقوم بتنقيبها صاحب الشركة الجامعة للكوكب، تاو بيوتك.
الملاذ هو أيضًا موطن للهيدران الذين يمتلكون قدرات نفسية، وهم النصف الفضائي الذي فقده كات. كان الملاذ ملكًا لهم، مثل الكثير من المجرة، قبل سيطرة الاتحاد البشري. الآن يعيشون كاللاجئين بين أطلال ماضيهم.
للمرة الأولى في حياته المضطربة، يحصل المواطن كات على فرصة للدراسة والتأمل، والبحث عن جذوره. حتى يسمع صراخ امرأة…
فجأة، ينغمس كات في وهم هادئ من المجتمع الملاذي إلى كابوس من القسوة والتعصب والمؤامرة والفساد، حيث أن اختطاف الأشخاص والإرهاب هما خطوات نحو الثورة – أو الإبادة.
تحت القفاز القماشي للدولة الشركية لتاو بيوتك يكمن القبض الحديدي لحكومة مستعدة للقتل لحماية أرباحها. فالتاو يمكنها الربح فقط من خلال نهب الأحلام. أحلام الهيدران والحيتان والبشر المكسورة… أحلام العالم المسروقة.
“السقوط الحلم” لا يكون مجرد رواية علمية خيالية، بل هو عمل يحاول استكشاف أعماق النفس البشرية والمجتمعات والقوى التي تتحكم في مصائرنا. من خلال تجربة كات الشاقة والمليئة بالمخاطر، ندرك أن الحلم ليس دائمًا مكانًا آمنًا، بل قد يكون مرآة لعوالمنا الداخلية المظلمة والتحديات التي تواجهنا في عالمنا الحقيقي.
في جميع الأحوال، تبقى قصة كات مليئة بالإثارة والتشويق، وتدعو القارئ إلى التفكير في عوالم مختلفة وإلى الاستمتاع بمغامرة تتجاوز حدود الزمان والمكان، لتحقق لنا نظرة فريدة عن عالم الغد وعن بعد الأحلام التي قد تكون أكثر حقيقة مما نتخيل.