تعتبر الدراسات الكيموحيوية حول الإنزيمات من المجالات الرصينة والمعقدة في علوم الطبيعة والعلوم الحياتية، وتشكل هذه الدراسات أساساً هاماً لفهم العمليات الحيوية على المستوى الجزيئي. تقدم دراسة “كيموحيوية على إنزيم ستربتودورنيز المنتج من بكتريا المسبحيات بيتا”، التي أجراها الباحث عصام حميد، إسهاماً قيماً وفريداً في هذا المجال.
في مرحلة البداية، قامت الدراسة بإجراء غربلة أولية وثانوية على عشر عزلات محلية لبكتريا المسبحيات الحالة للدم بيتا. ومن خلال التحليل الدقيق والتأكد من عائديتها للمجموعة المصلية (أ)، تم اختيار العزلة ب6 كالأكثر كفاءة في إنتاج إنزيم الستربتودورنيز، مما يبرز أهمية اختيار السلالات الفعالة في سبيل الحصول على نتائج دقيقة وقيمة.
وفيما يخص الظروف البيئية المثلى لإنتاج الإنزيم، تم التركيز على استخدام وسط التود-هيويت برقم هيدروجيني 8، والملقح بنسبة 2% بدرجة حرارة 37 مئوية لمدة حضانة تصل إلى 18 ساعة. هذه الظروف تعكس التفاني والدقة في تحديد العوامل المؤثرة على إنتاجية الإنزيم.
وتم نقاء الإنزيم بفعالية باستخدام ترسيب بكبريتات الأمونيوم الصلبة بنسبة اشباع 85%، ومن ثم توجيه المحلول الإنزيمي نحو عمود المبادل الأيوني، الذي أظهر حصيلة إنزيمية تبلغ 40%، وهو رقم يبرز جودة العملية التنقية والتحضير.
تجزئة الراسب الإنزيمي بطريقة الترحيل الكهربائي باستخدام هلام الأكريل أميد المتعدد (تركيز 7.5%) أسفرت عن ظهور ثلاث قمم رئيسية للفعالية، يُظهر اثنان منها إنزيمين بي ودي. يُسلط هذا الجزء من الدراسة الضوء على التقنيات المستخدمة في فصل وتحليل الإنزيمات بدقة وكفاءة.
من جهة أخرى، تُضفي العناصر الفنية للكتاب، مثل الغلاف الكرتوني الذي يحمل اسم الناشر “ELGA منشورات”، لمسة من الاحترافية والجاذبية لهذا الإصدار. يُظهر الكتاب بطول 136 صفحة، مما يشير إلى شمولية المحتوى وغناه بالمعلومات.
في الختام، يعد هذا الكتاب إضافة قيمة لمجال العلوم والطبيعة، ويبرز الجهود البحثية المتقدمة في فهم وتحليل الإنزيمات الحيوية. يستحق العمل الذي قام به الباحث عصام حميد التقدير والاعتراف، ويشكل مرجعاً هاماً للباحثين والمهتمين بمجال الكيموحيوية والبيوتكنولوجيا الحيوية.