“داونتاون” هو رحلة مثيرة عبر الزمن، تأخذنا إلى أواخر الستينيات من القرن الماضي، في لحظات تاريخية تشهد تحولات اجتماعية هامة في أمريكا، بين حب يتحول إلى غضب وسلام يتحول إلى نضال. يقدم لنا هذا الرواية معركة فتاة شابة تُدعى سموكي أودونيل، والتي تأتي إلى مدينة أتلانتا في عام 1966، بعد أن عاشت حياة مكتملة السُدود في سافانا.
تعيش سموكي لحظاتٍ مثيرة ومؤثرة في هذه المدينة الشابة والمليئة بالحيوية، فتُقدم فورًا للعمل ككاتبة في مجلة “داونتاون”، وهي واحدة من أولى المدن التي تمتلك مجلتها الخاصة. تعرف هنا سموكي على الكثير من الأشخاص الذين لا يُنسون، أبرزهم محرر المجلة الغريب والساحر ماثيو كومفورت، الذي يساعد في تشكيل مسارات حياتهم المهنية، بما في ذلك حياتها.
تلتقي سموكي برادلي هانت الثالث، وريث عائلة نبيلة جذاب وجاد، الذي يدعوها إلى عالمٍ أكثر تلميعًا وبعدًا عن كل ما عرفته. ومع اقتراب الربيع في أتلانتا، تجد نفسها في رفقة لوكاس جيري، مصور شاب موهوب بقلب متمرد. تأخذهم أعمالهم خلال الصيف إلى أعماق الشوارع الحارة والمضطربة، ويعرض عليها عالمًا آخر لم تره من قبل، عالمًا مليئًا باليأس والتوق إلى الأفضل، حيث تلتقي بجون هوارد، شابٍ أسود غامض يعمل محاميًّا ومحاربًا من أجل حقوق الإنسان، يقف عند مفترق طرق أخلاقي كبير.
القرارات التي تواجهها سموكي، وقراراتها النهائية، تخلق قصةً مؤثرة وممتعة وقوية عن نهاية البراءة – سواء بالنسبة لسموكي أو لأمريكا – في وقت تُشكَّل فيه القيم التقليدية والهواء مليئٌ بالإمكانيات. مملوءة بتوصيف الشخصيات الرائعة، والتفسيرات العميقة، والنثر الشعري الذي تعتز به آن ريفرز سيدونز، “داونتاون” هي إنجازٌ آخر من كاتبة استثنائية.
هذا الكتاب، الصادر عن دار HarperCollins في يوليو من عام 1994، يندرج ضمن فئات الرواية، والرومانسية، والمعاصرة، حيث يقدم للقارئ عالمًا مليئًا بالجمال والإثارة والتحولات الاجتماعية التي شهدتها أمريكا في تلك الفترة المهمة من تاريخها.