رواية “أطفال داروين” للكاتب جريج بير هي عمل أدبي ينقلنا إلى عالم مستقبلي ينبض بالتشويق والتفكير العميق في نفس الوقت. يمزج بير بين عناصر الخيال العلمي والتشويق في هذه القصة التي تدور حول الكائنات البشرية المتحورة جينياً نتيجة لفيروس قديم اكتشف في الحمض النووي البشري.
على مر الأحد عشر سنة من اكتشاف فيروس “شيفا”، الذي يعتبر فيروساً رتروفيرالياً قديماً، الذي تسبب في تحولات في الجينوم البشري وأحدث موجة جديدة من البشر المحسنين والمطورين جينياً. يصل هؤلاء الأطفال المتغيرين إلى مرحلة المراهقة… ليواجهوا عالماً غاضباً من وجودهم ذاته. فهؤلاء الشباب الخاصين، الذين يمتلكون صفات متقدمة ملحوظة تمثل نقطة تحول رئيسية في تطور الإنسان، هم أيضاً متفجرات زمنية تحمل في أجسادهم مجموعة من الفيروسات التي يمكن أن تقضي على “الجنس البشري” القديم.
الخوف والكراهية من أطفال الفيروس جعلهم فئة مضطهدة، تحت الحجر الصحي من قبل الحكومة في “مدارس” خاصة، يتم استهدافهم من قبل صيادي جوائز يحظرهم القانون ويتم شيطنتهم من قبل شرائح من السكان في حالة هيستيرية. ولكن تشكلت جيوب مقاومة بين أولئك الذين يعارضون معاملة الأطفال مثل الأمراض الخطيرة – والذين يخشون الأسوأ إذا ما تم تنفيذ إجراءات الحكومة القاسية إلى أقصى حدودها.
العلماء كاي لانج وميتش رافيلسون هما جزء من هذه الأقلية الصغيرة ولكن المصممة. كانوا في السابق في صدارة اكتشاف ودراسة انتشار “شيفا”، والآن يعيشون كمنفيين افتراضيين في ضواحي فيرجينيا مع ابنتهما ستيلا – طفلة فيروس ذكية وفضولية تنمو بسرعة، تحاول كسر العالم الواقي الذي بناه والديها حولها، وتتوق للبحث عن آخرين من نوعها.
لكن على الرغم من كل الاحتياطات التي اتخذوها، لم يمر كاي، ميتش، وستيلا تحت رادار الحكومة. تراقب الجهات المكرسة بجنون لتفريق والتحكم في الأطفال الجدد كل حركة لهم – تراقب وتنتظر الفرصة المناسبة لتوجيه ضربة جديدة في الحرب المتصاعدة للحفاظ على “البشرية” بأي ثمن.
هذه الرواية العلمية الخيالية، التي صدرت في أبريل من عام 2003 عن دار نشر ديل راي، تقدم لنا قصة مثيرة تعكس التحديات الأخلاقية والاجتماعية التي قد تواجه الإنسانية في مستقبل محتمل، متقدمة بذلك بتساؤلات مهمة حول الهوية والتفاعل بين التكنولوجيا والبشرية في عالم متطور.