“خمسة أيام في لندن، مايو 1940″، عمل للمؤرخ جون لوكاكس، يعتبر أحد الأعمال الرائدة التي تسلط الضوء على الفترة الحاسمة من تاريخ القرن العشرين. تلك الأيام الخمس من 24 إلى 28 مايو 1940، شكلت نقطة تحول في مسار تاريخ القرن العشرين، حيث ناقش أعضاء مجلس الحرب البريطاني ما إذا كانوا سيتفاوضون مع هتلر أم سيواصلون ما أصبح يعرف باسم الحرب العالمية الثانية. الأهمية الحاسمة لهذه الأيام الخمس هي محور كتاب جون لوكاكس الجديد.
يأخذنا لوكاكس خطوة بخطوة إلى داخل تطورات الأحداث الحرجة في داونينغ ستريت 10، حيث كان تشرشل وأعضاء حكومته يناقشون بعناء مسؤولياتهم الحربية. نرى كيف أثرت الكوارث العسكرية التي جرت على القارة – خاصة محنة الجنود البريطانيين الذين كانوا محاصرين في دونكيرك بعدد يقارب 400,000 – على الوضع السياسي الهش لتشرشل، فقد كان رئيس الوزراء للمدة القصيرة وكان يُعتبر عنيف الطباع حتى من قبل الكثيرين في حزبه.
يحقق لوكاكس أيضًا في المزاج العام للشعب البريطاني، مستندًا إلى التقارير الصحفية وتقارير “الملاحظة الشاملة” التي تظهر كيف بدأ المواطنون، على الرغم من عدم إعلامهم بشكل كامل عن المخاطر التي تهددهم، في دعم تصميم تشرشل على الوقوف بقوة.
لقد تناول العديد من المؤرخين صعوبات تشرشل خلال هذه الفترة، باستخدام الكشف الجزئي لبعض المذكرات والأوراق الخاصة والعامة. ولكن لوكاكس هو الأول الذي ينقل الدراما وأهمية تلك الأيام، ويفعل ذلك في سرد مقنع يجمع بين المعرفة العميقة والأسلوب الأدبي الرفيع.
“خمسة أيام في لندن، مايو 1940” يعتبر عملًا يضع القارئ داخل أروقة السلطة ويسلط الضوء على لحظات تاريخية حاسمة بأسلوب مشوق ومثير للتأمل.
وتصنف هذه الرائعة الفنية تحت عنوان العلوم السياسية والعلاقات الدولية، وهي منشورة من قبل دار نشر جامعة ييل في سبتمبر 1999.