خمسة أمور يكره الرجال سماعها
في العلاقات الإنسانية، سواء كانت عاطفية أو اجتماعية أو مهنية، تعتبر الطريقة التي نتحدث بها مع الآخرين عاملاً مهماً في تحديد نوعية التواصل وفهم كل طرف لاحتياجات الآخر. وفي العلاقات بين الرجال والنساء، هناك بعض الأمور التي قد لا يكون الرجل مرتاحاً لسماعها، خصوصاً إذا كانت تحمل طابع النقد أو عدم التقدير. لا شك أن الكلمات التي نقولها تؤثر بشكل كبير على مشاعر الطرف الآخر، ولذا يجب أن نكون حذرين في اختيار كلماتنا، خاصة عندما يتعلق الأمر بشريك حياتنا أو حتى في بيئة العمل.
1. “أنت لا تفهمني أبداً”
هذه الجملة تعد من بين أكثر العبارات التي تزعج الرجل في أي علاقة. فإلقاء اللوم على الشخص الآخر بأنه لا يفهمك يمكن أن يخلق حاجزاً بين الطرفين ويزيد من شعور العجز. الرجال، مثل النساء، يحبون أن يشعروا بأنهم قادرون على فهم شريكهم وتلبية احتياجاته. عندما يُقال لهم إنهم لا يفهمون، يشعرون بالاستسلام والإحباط، وقد يعتقدون أنهم فشلوا في التعاطي مع الموقف بشكل صحيح.
في كثير من الأحيان، قد يكون الرجل يفهم تماماً، لكنه لا يعرف كيف يُظهر ذلك أو كيفية تقديم الدعم بالشكل الذي تنتظره. بدلاً من استخدام هذه الجملة، من الأفضل التعبير عن مشاعرك بطريقة أكثر وضوحاً ومرونة، مثل “أحتاج إلى مساعدتك في فهم شعوري بشكل أفضل”.
2. “أنت لا تفعل شيئاً”
الرجال يكرهون سماع هذه العبارة لأنها قد توحي بعدم تقدير لجهودهم أو ما يقدمونه في العلاقة. غالباً ما يكون الرجال مجتهدين في تقديم الدعم العاطفي والعملي لعائلاتهم وأزواجهم، وعندما يُقال لهم إنهم لا يفعلون شيئاً، يشعرون بعدم التقدير والخذلان. قد يكون هذا التقييم غير دقيق لأن الرجال قد يعبرون عن حبهم ورعايتهم بطرق مختلفة، ولكن هذه الأساليب قد لا تكون واضحة أو معروفة للشريك الآخر.
بدلاً من القول “أنت لا تفعل شيئاً”، يفضل تقديم تعبيرات من التقدير لما يقوم به الرجل وطرح أفكار جديدة لتحسين الوضع بشكل بناء. على سبيل المثال: “أعلم أنك مشغول جداً، ولكنني أشعر بأنني بحاجة إلى مساعدتك في بعض الأمور”.
3. “لماذا لا يمكن أن تكون مثل …”
المقارنة بشخص آخر، سواء كان شخصاً معروفاً أو حتى صديقاً مقرباً، قد تكون من أكثر الأمور إيلاماً للرجل. هذه المقارنات تجعل الرجل يشعر بأنه غير كافٍ، وأنه لا يرقى إلى مستوى التوقعات. إن لكل شخص طبيعته وأسلوبه الخاص في التعامل مع الحياة، ويشعر الرجل بالإحباط عندما يُطلب منه أن يتصرف بطريقة لا تتماشى مع شخصيته.
بدلاً من مقارنة الرجل بأشخاص آخرين، من الأفضل التركيز على ما يجعله فريداً من نوعه، والتعبير عن تقديرك لصفاته الخاصة. يمكنك أن تقول: “أنت تتمتع بصفات رائعة، وأنا أقدر ذلك فيك”.
4. “هل حقاً تحتاج إلى ذلك؟”
تُعتبر هذه الجملة نقداً غير مباشر لرغبات الرجل أو احتياجاته. فعندما يُسأل الرجل عن حاجته لشراء شيء ما أو القيام بشيء يعتبره مهماً بالنسبة له، قد يشعر بأنه يتم التشكيك في اختياراته أو أولوياته. إذا كان الرجل يعتقد أن شيئاً ما سيجعله سعيداً أو سيساهم في تحسين حياته، فإن سماع هذه العبارة قد يخلق شعوراً بالإحراج أو التقليل من شأنه.
من الأفضل دعم قرارات الرجل أو رغباته بدلاً من التشكيك فيها. في حال كان هناك سبب منطقي للقلق حول ما يخطط لفعله، يمكن مناقشته بطريقة لبقة وغير هدامة. على سبيل المثال: “أفهم سبب رغبتك في ذلك، هل يمكنك مساعدتي في فهم الفوائد التي ستجلبها هذه الخطوة؟”
5. “أنت لا تعبر عن مشاعرك بما فيه الكفاية”
العديد من الرجال قد يواجهون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم بشكل علني، سواء كانت مشاعر حب، خيبة أمل، أو أي نوع من المشاعر الأخرى. بينما قد ترغب النساء في سماع كلمات حب ومشاعر رقيقة بشكل منتظم، قد لا يكون الرجال على دراية بكيفية التعبير عن هذه المشاعر، أو قد يكونون مترددين في القيام بذلك بسبب تربية اجتماعية تعلمهم أن يكونوا أكثر تحفظاً في هذا المجال.
بدلاً من إلقاء اللوم على الرجل بسبب قلة تعبيره عن مشاعره، من الأفضل أن تُظهري تفهمك وتحاولي خلق بيئة آمنة تُشجعه على التحدث عن مشاعره بشكل طبيعي. من الممكن استخدام كلمات مشجعة مثل: “أعلم أن تعبيرك عن مشاعرك ليس سهلاً، لكنني أقدّر كل شيء تفعله لأجلي”.
الخلاصة
إن فهم ما يكره الرجال سماعه يعزز من التواصل الفعّال ويُسهم في بناء علاقات صحية ومستدامة. بدلاً من استخدام كلمات قد تؤذي مشاعر الرجل، من الأفضل اختيار الكلمات بعناية، مما يساعد في تحسين الفهم المتبادل والتقليل من النزاعات. التقدير، الاحترام، والتشجيع هما الأساس في تعزيز العلاقة بين الرجل والشريك، وكذلك بين الرجل وأي شخص آخر في حياته.