في كتابه الرائع “خلق الكون” الصادر عن دار نور للنشر في عام 2018، يقدم الكاتب هارون يحيى رحلة مثيرة ومفصلة إلى عالم العلوم والطبيعة، حيث يقف القارئ على حافة الاكتشافات العلمية التي غيرت نظرتنا إلى جذور الكون وتكوينه.
تبدأ الرحلة في القرن التاسع عشر، حيث كانت الفلسفة المادية تسيطر على العقول، مفترضةً أن الكون هو تجمع عشوائي من المادة، مستمرةً في الاعتقاد بأن الكون قائم منذ زمن لا نهائي. ومع ذلك، ترفض الاكتشافات الرائعة التي طرأت في القرن العشرين هذا الافتراض بشكل قاطع، مثبتةً بأن للكون بداية وأنه خلق من “لا شيء”.
وفي جوهر هذا الكتاب، يبرهن العلم أن الكون ليس نتيجة للصدفة، بل هو نتاج “الانفجار الكبير” الذي خلق كل شيء من مادة وزمن، وهنا يتكامل العلم والدين في توحيد ينسجم مع التفاصيل الدقيقة للكون.
المفاجأة تكمن في الاكتشافات الحديثة التي نتعرف عليها خلال (30-40) سنة الماضية، حيث تكشف هذه الاكتشافات عن توازنات فيزيائية دقيقة وغير تقليدية، من ترتيب الانفجار الكبير إلى القوى الأربع الأساسية في الفيزياء، ومن التفاعلات النووية في النجوم إلى بنية الذرة. وهكذا، تظهر الكون بمظهره البديع كنتيجة لتفاعلات دقيقة، متناغمة ومنظمة، تدعم حياة الإنسان بشكل فعّال.
تتجلى الإتقان الإلهي في تصميم الأرض وموقعها في الفضاء، حيث يتم تنظيم الجو وخصائص الكائنات والمركبات الكيميائية بدقة لدعم حياة الإنسان. وهكذا، لا يوجد مجال للصدفة في هذا الكون المتناغم، فكل شيء خلق بغرض وتوازن جميل، يعكس عظمة الخالق سيد الأكوان.
تحمل صفحات هذا الكتاب القيم، البالغ عددها 216 صفحة، تحفًا من المعلومات الثرية والفهم العميق، مما يجعلها مصدرًا غنيًا لعشاق علم النبات وكل من يسعى لفهم أسرار خلق الكون وتنظيمه الرائع.