كتاب “خطب عظيمة” (إصدارات دوفر الاقتصادية) يعتبر مرجعاً هاماً لفهم فن الخطابة والتأثير السياسي والتاريخي للرئيس الأمريكي فرانكلين ديلانو روزفلت. خلال فترة قصيرة نسبياً، تراوحت بين 1920 حتى وفاته في العام الأول من ولايته الرابعة كرئيس في عام 1945، قدم روزفلت مئات الخطب، كثير منها كانت مباركة بشكل رائع.
روزفلت كان خبيراً في قراءة جمهوره، حيث كان يمكنه أن يكون غاية في الأسلوبية والرسمية، متناولاً المواضيع بجدية وحزم، وعندما يسمح الوقت، كان قادراً على أن يكون مضحكاً. ورغم أن جمهوره كان يتجاوز غالباً 30 مليون مستمع في أمريكا وملايين أخرى حول العالم، إلا أنه نجح في تحقيق ما يسعى إليه الكثيرون ويفشلون في تحقيقه، وهو أن يترك الانطباع لمستمعيه بأنه يتحدث إليهم بشكل خاص.
تجمع هذه المجموعة الممثلة لـ 27 من أروع خطب روزفلت بعض الأحداث الهامة في حياته السياسية وتاريخ الأمة. تتضمن هذه الخطب الأولى السريالية والملهمة للرئيس في افتتاحية ولايته الأولى (4 مارس 1933)، حيث أخبر الأمة أن “الشيء الوحيد الذي علينا أن نخشاه هو الخوف ذاته”؛ وأول “حديث عن النار” (12 مارس 1933) عبر الراديو؛ ورسالته الحربية المثيرة للكونغرس (8 ديسمبر 1941) بعد هجوم اليابان على بيرل هاربر (“يوم سيظل في الذاكرة بالعار”)؛ وخطابه في الافتتاحية الرابعة (20 يناير 1945)، والمزيد.
توفر هذه الخطب المجمعة هنا في مجلد مريح، مرجعاً هائلاً لطلاب التاريخ والسياسة وعلم الخطاب، بالإضافة إلى القراء العامين، معجماً غنياً بالخطابات الرائعة، ونافذة قيمة على فترة حكم روزفلت.