“خطايا الآباء: رواية” هو عمل أدبي استثنائي يأخذ القارئ في رحلة مثيرة عبر تاريخ الحروب الباردة وتداعياتها المميتة التي لا تزال تؤثر على العالم اليوم. يأتي هذا العمل الروائي من قلم المؤلف الرائع جون بلاكثورن، الذي ينقلنا ببراعة إلى أحداث مثيرة وشخصيات معقدة تعيش في ظل الجاسوسية والتحريض الدولي.
في عصر تدمير السفارات وقواعد الجيش وناطحات السحاب بلحظة من اللحظات، تأتي هذه الرواية المشوقة لتقدم لنا صورة حية للقرن الواحد والعشرين، حيث يتقاطع الماضي البارد مع الحاضر المشحون بالتوتر. تمزج الرواية بين أسلوب التشويق الراقي الذي يجسد روح غراهام غرين والفهم العميق للقضايا الجيوسياسية، وموهبة سردية تكشف عن كيفية عدم حل أخطر حلقة في الحرب الباردة في عام 1962.
تدور أحداث الرواية عشية احتفالية الذكرى الأربعين لثورة كوبا، حيث يجد المؤرخ الأمريكي نفسه متورطًا في سباق مع الزمن بين الماضي الذي يدرسه وفاعل إرهابي مدمر ينمو جذوره منذ أربعة عقود تقريبًا. يتحول مشروع أكاديمي بحت بسرعة إلى قضية شخصية بينما تتراكم التلميحات الدقيقة حول لغزين مزدوجين على هامش وعي البروفيسور ماكليمور. من هو الشيخ العجوز الذي يلتقط لمحات من ظلال هافانا؟ ولماذا يولي سام رامزاي من مكتب المصالح الأمريكية اهتمامًا خاصًا بأستاذ تاريخ متواضع؟ وما الذي يمكن أن تكون عليه علاقة مترجم ماكليمور، ترينيداد سانتياغو، بأمن الدولة الكوبية؟ وإذا كان والد ماكليمور ترك زوجته وابنه الصغير في طريقه إلى كوبا في أبريل 1962، فلماذا لم يعد؟
مع تأتي أخطاء آبائهم لتؤثر على أبناء وبنات مشاركي أزمة الصواريخ الكوبية، يكتشف ماكليمور الجزء المفقود من لغز مميت عمره سبعة وثلاثين عامًا في أرشيف كوبا الغبي. لكنه لا يعرف أين يناسب هذا القطعة الحاسمة، والذين قد يكونون قادرين على أخباره لديهم الكثير من الأسرار الدولية لإخفاءها. بعد أربعة عقود من محاولات الاغتيال ونشر المعلومات الكاذبة والحيل القذرة من كل الجهات، فإن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وإدارة أمن الدولة الكوبية لن تثق ببعضها البعض. مع مرور الوقت بلا رحمة حتى يوم رأس السنة، 1999، يواجه كل طرف قرارًا حياتيًا – التعاون أو الهلاك.