“خطأ مرلين” هو عنوان الرواية التي كتبها روبرت نيومان، والتي تُعدّ واحدة من الأعمال الأدبية الموجهة لفئة الشباب، وتندرج تحت فئة الخيال العام. نُشر هذا العمل عن طريق دار نشر فولو التابعة لهايبريون في يونيو من عام 2001. تدور أحداث الرواية حول شخصية تيرتيوس، الذي بطريق الخطأ يمنحه مرلين – الساحر الأسطوري المعروف في الأدب البريطاني – قدرة معرفة المستقبل. بيد أن تيرتيوس يجد أن هذه الهبة لا تجلب له سوى الأعباء بدلاً من أن تكون مفيدة، حيث كان كل ما يطمح إليه هو أن يصبح فارساً شجاعاً.
روبرت نيومان، الذي كتب الرواية، يُعتبر من الكتاب الذين لهم بصمة في كتابة الروايات التي تستهدف الشباب، مستخدمًا عناصر الخيال لاستكشاف التحديات والمعضلات الأخلاقية التي يمكن أن يواجهها الشباب. “خطأ مرلين” ليست مجرد قصة عن السحر والمغامرات، بل هي استكشاف للصراع الداخلي لشخصية تيرتيوس وهو يحاول التعامل مع النتائج غير المتوقعة للقوى التي تفوق فهمه.
من الجدير بالذكر أن الرواية تعرض بعمق موضوع الهوية الشخصية والمسؤولية التي تأتي مع القوة. تيرتيوس، الذي كان يحلم بأن يعيش حياة فارس عادي، يجد نفسه مثقلاً بمعرفة تسبق أحداثها الزمن، مما يضعه في موقف يتطلب منه أن يختار بين استخدام هذه المعرفة للتأثير في الأحداث من حوله أو محاولة التعايش مع قدره دون التدخل في مجريات الأمور. هذه الديناميكية تضفي على الرواية طابعاً درامياً يتجاوز مجرد الإثارة والمغامرة ليتناول قضايا أكثر عمقًا مثل الاختيار الحر وتقدير النتائج.
في سياق الحبكة، يتعرض الكاتب لعدة شخصيات أخرى تُعزز من الطابع الجماعي للرواية وتساعد في بناء عالمها الخيالي. هذه الشخصيات، بتفاعلاتها وتطورها، تُبرز التحديات التي يواجهها تيرتيوس وتعمل كعوامل تُحفز التغيير في شخصيته ونظرته للعالم.
إن “خطأ مرلين” يُعد مثالاً يُظهر كيف يمكن للخيال الأدبي أن يُستخدم لاستكشاف قضايا النمو الشخصي والمعضلات الأخلاقية، من خلال طرح أسئلة حول القوة والمسؤولية وتأثير المعرفة. تتجاوز الرواية الحدود التقليدية لأدب الشباب لتقدم تأملات عميقة يمكن أن تمس كل من الشباب والبالغين على حد سواء.
بشكل عام، يمكن القول إن “خطأ مرلين” هو عمل يستحق القراءة ليس فقط لمحبي أدب الشباب ولكن لأي قارئ يبحث عن رواية تحتوي على تفاصيل دقيقة وتفاعلات شخصية غنية تحفز التفكير وتعكس على مفهوم القدر والاختيارات الأخلاقية في الحياة.