خصائص المتعلمين الحركيين وكيفية تعلمهم بطريقة أفضل
التعلم الحركي هو أحد الأنماط التعليمية التي تعتمد على النشاط الجسدي والحركي كوسيلة رئيسية لاستيعاب المعلومات وتنميتها. المتعلم الحركي هو الشخص الذي يتعلم بشكل أفضل من خلال الحركات الجسدية أو التفاعل البدني مع البيئة من حوله. قد يتضمن هذا النوع من التعلم النشاطات الحركية مثل الكتابة أو الرسم، أو حتى النشاطات البدنية الأكثر تعقيدًا مثل الرياضة أو التمثيل المسرحي. وفي هذا المقال، سيتم استعراض خمس خصائص مميزة للمتعلمين الحركيين وكيف يمكنهم التعلم بطريقة أفضل.
1. التفاعل الجسدي مع المادة الدراسية
إحدى الخصائص الأساسية للمتعلمين الحركيين هي اعتمادهم الكبير على التفاعل الجسدي والمشاركة البدنية أثناء عملية التعلم. هؤلاء المتعلمون يشعرون بالراحة عندما يتعلمون عن طريق المحاكاة أو التجربة العملية، بدلاً من الاكتفاء بالاستماع أو القراءة فقط. في الصفوف الدراسية، يمكن أن يتضمن ذلك التحرك حول الفصل، استخدام الأدوات أو التجارب العملية، أو حتى إشراكهم في الأنشطة الجماعية التي تتطلب نشاطًا بدنيًا.
الطريقة الأمثل لدعم هذا النوع من المتعلمين هي دمج الحركات الجسدية مع المعلومات التي يتم تدريسها. يمكن للمعلمين استخدام الأنشطة مثل المحاكاة، الألعاب التفاعلية، أو التدريبات الرياضية التي ترتبط بالمفاهيم الأكاديمية. على سبيل المثال، عند تعلم موضوعات الرياضيات مثل الأشكال الهندسية، يمكن للمتعلمين الحركيين الاستفادة من استخدام الأجسام الملموسة أو أدوات القياس للتحقق من المقاسات أو الأبعاد.
2. تفضيل التعلم من خلال التجربة العملية
يتميز المتعلم الحركي بقدرته الكبيرة على التعلم من خلال التجربة والتفاعل مع البيئة. بدلاً من الجلوس في مكان واحد لفترات طويلة والاستماع إلى المعلومات النظرية، يفضل المتعلم الحركي أن يكتشف المفاهيم عبر ممارسة الأنشطة التي تعتمد على الحركة. هؤلاء المتعلمون يميلون إلى تعلم أفضل عندما يتم منحهم الفرصة لتطبيق المعلومات في سياقات عملية حقيقية.
في المجال التعليمي، يمكن دعم هذه الطريقة عن طريق توفير بيئات تعليمية تسمح بالتفاعل والتجربة المباشرة. على سبيل المثال، في علوم الحياة أو الفنون، يمكن السماح للطلاب الحركيين بالمشاركة في تجارب علمية مباشرة أو ورش عمل فنية حيث يمكنهم استخدام الأدوات والمواد بشكل عملي. هذه الأنشطة تعزز فهمهم وتساعدهم على تكوين صورة شاملة للمفاهيم.
3. الحركة كوسيلة لتقوية الذاكرة
تشير العديد من الدراسات إلى أن المتعلمين الحركيين يستفيدون من استخدام الحركة كوسيلة لتعزيز قدرتهم على الاحتفاظ بالمعلومات. تساعد الأنشطة البدنية في تحفيز الدماغ وزيادة النشاط العقلي، مما يساهم في تقوية الذاكرة والتذكر. هذه الميزة تجعل المتعلمين الحركيين يفضلون تكرار الأنشطة الحركية المرتبطة بالمعلومات الجديدة لتحفيز ذاكراتهم.
على سبيل المثال، يمكن للمتعلمين الحركيين الاستفادة من القيام بالأنشطة الحركية مثل المشي أو استخدام الحركات أثناء تكرار المفاهيم الدراسية. يمكن أن تكون هذه الأنشطة بسيطة مثل القيام بحركات تمثيلية أو إشارات مرتبطة بالكلمات أو المفاهيم التي يجب تذكرها. يمكن لمثل هذه الحركات أن تساعد المتعلم على ربط المعلومات بالجسد وبالتالي تعزيز قدرتهم على تذكرها في وقت لاحق.
4. الشعور بالحافز من خلال المنافسة واللعب الجماعي
المتعلمين الحركيين غالبًا ما يكون لديهم رغبة كبيرة في المشاركة في الألعاب التنافسية والأنشطة الجماعية. تتعلق هذه الرغبة بالحاجة إلى التحفيز الخارجي والمشاركة في بيئات تفاعلية. يحب هؤلاء المتعلمون التحدي والمنافسة، وعندما يتمكنون من استخدام حركاتهم الجسدية كجزء من هذه الأنشطة، يشعرون بتحفيز أكبر ويسهل عليهم الانخراط في التعلم.
في سياق التعليم، يمكن تشجيع المتعلمين الحركيين على المشاركة في الأنشطة الجماعية التي تتضمن تحديات جسدية مثل الألعاب الرياضية أو الأنشطة الخارجية. يمكن للمعلمين تنظيم مسابقات أو تحديات دراسية مرتبطة بالأهداف التعليمية التي تحتاج إلى التعاون والعمل الجماعي، مما يسهم في تحفيز الطلاب وزيادة تفاعلهم مع المادة.
5. الحاجة إلى بيئة تعليمية نشطة
نظرًا لأن المتعلمين الحركيين يفضلون التحرك والمشاركة في الأنشطة الحركية، فإن بيئة التعلم التقليدية التي تقتصر على الجلوس لفترات طويلة قد تكون غير مناسبة لهم. يحتاج هؤلاء المتعلمون إلى بيئات تعليمية مرنة يمكنهم فيها التحرك والتفاعل مع الآخرين بشكل دائم. الفصول الدراسية التي توفر أنشطة حركية أو جلسات خارجية تمثل بيئة مثالية لهم.
تسهم بيئات التعلم النشطة في زيادة مشاركة المتعلم الحركي وتركيزه على المادة الدراسية. يمكن لمثل هذه البيئة أن تشمل استخدام المساحات الخارجية مثل الملاعب أو القاعات الرياضية، حيث يتم دمج الأنشطة البدنية مع المواد الدراسية. على سبيل المثال، في تعلم الجغرافيا، يمكن للطلاب الحركيين الاستفادة من الخروج إلى الخارج للتعرف على التضاريس والمناطق الجغرافية من خلال الأنشطة العملية.
كيفية تحسين أساليب تعلم المتعلمين الحركيين
تتطلب عملية تحسين تعلم المتعلمين الحركيين توفير بيئة تعليمية تركز على النشاط البدني والتفاعل الجسدي. يمكن للمعلمين اتباع بعض الاستراتيجيات التي تتناسب مع هذه الخصائص:
-
استخدام الحركة في التدريس: يمكن استخدام الألعاب التعليمية التي تتطلب حركات بدنية أو أنشطة تحاكي الحركات الجسدية المرتبطة بالموضوعات الدراسية.
-
الأنشطة العملية والتجريبية: توفير الفرص للطلاب للمشاركة في التجارب العملية والأنشطة الميدانية التي تتيح لهم التفاعل مع الموضوع بشكل مباشر.
-
التفاعل الجماعي: يمكن تنظيم مسابقات أو أنشطة جماعية تشجع على التنافس والعمل الجماعي، مما يزيد من تحفيز الطلاب ويشجعهم على التعلم.
-
تنوع البيئة التعليمية: يجب خلق بيئات تعليمية مرنة تسمح بالحركة. يمكن أن تتضمن هذه الأنشطة الجري، المشي، أو حتى التنقل بين مختلف المساحات التعليمية.
-
التركيز على الأنشطة الحركية أثناء التقييم: عند إجراء التقييمات أو الاختبارات، يمكن إدخال عناصر حركية مثل الأنشطة التفاعلية أو الألعاب التي تساعد المتعلمين الحركيين على التعبير عن معرفتهم بطريقة مريحة لهم.
الخاتمة
إن المتعلمين الحركيين يمثلون فئة مميزة في المجال التعليمي، حيث يعتمدون بشكل أساسي على الحركة والتفاعل الجسدي في تعلمهم. من خلال فهم خصائصهم واحتياجاتهم، يمكن تحسين بيئات التعلم لتناسب هذا النوع من المتعلمين بشكل أفضل. من خلال دمج الأنشطة الحركية في عملية التعلم، يمكن تعزيز قدرتهم على فهم المعلومات وتخزينها، وبالتالي تحسين نتائجهم الدراسية بشكل ملحوظ.
