خرافات شائعة حول نوم الرضع

4 خرافات حول نوم الرضع

النوم هو من أهم جوانب حياة الأطفال الرضع، حيث يلعب دورًا حيويًا في نموهم الجسدي والعقلي. لكن مع الأسف، تنتشر العديد من الخرافات والمفاهيم الخاطئة حول نوم الرضع التي قد تؤثر سلبًا على طرق العناية بهم أو حتى على صحتهم العامة. في هذا المقال، سنتناول أربع من أبرز هذه الخرافات التي يروج لها البعض حول نوم الرضع ونكشف الحقيقة وراءها.

الخرافة الأولى: يجب أن ينام الرضع طوال الليل فورًا

من أكثر المفاهيم الخاطئة التي يتم تداولها بين الآباء الجدد هي الفكرة التي تقول إن الطفل الرضيع يجب أن ينام طوال الليل منذ الأيام الأولى. رغم أن جميع الآباء يتمنون أن ينام أطفالهم طوال الليل بشكل سريع، إلا أن هذا ليس أمرًا طبيعيًا أو متوقعًا.

النوم ليلاً طوال الوقت يتطلب تطورًا في عدة جوانب من نمو الطفل، بما في ذلك تطور جهازه العصبي وقدرته على النوم العميق. في الأسابيع الأولى، يعاني الرضع من دورات نوم قصيرة وتستمر لفترات متقطعة، وهذا أمر طبيعي للغاية. عادةً ما ينام الرضع لمدة تتراوح بين 2 إلى 4 ساعات في المرة الواحدة، ثم يستيقظون بسبب احتياجاتهم الطبيعية مثل الجوع أو الراحة.

التوقع من الطفل أن ينام طوال الليل في وقت مبكر جدًا قد يسبب ضغوطًا كبيرة على الآباء، وقد يؤدي إلى اضطراب في أسلوب الحياة الطبيعي للطفل. الحقيقة هي أن الرضع في الأشهر الأولى من حياتهم يحتاجون إلى تغذية منتظمة ويجب أن يكونوا مستيقظين لتلبية هذه الاحتياجات. وبمرور الوقت، ومع تطورهم البدني، يصبح النوم الطويل متاحًا لهم بشكل تدريجي.

الخرافة الثانية: يجب أن ينام الطفل في سريره فقط

من الخرافات الشائعة أيضًا أن الطفل يجب أن ينام في سريره فقط. يُعتقد أن وضع الطفل في سريره ليلاً هو الطريقة الوحيدة لضمان نوم آمن وصحي، ولكن الحقيقة هي أن هناك خيارات متعددة يمكن أن تدعم نوم الطفل بطريقة آمنة وراحة.

في العديد من الثقافات حول العالم، يُعتَبر النوم المشترك بين الأمهات والأطفال، حيث ينام الطفل في سرير والديه أو بجانبهم، أمرًا طبيعيًا وملائمًا لاحتياجات الرضيع. هذا النوع من النوم يتيح للطفل الإحساس بالقرب من والدته، مما يعزز من شعوره بالأمان والراحة. قد يساعد أيضًا في تسهيل الرضاعة الطبيعية في الليل، حيث يمكن للطفل الوصول إلى الثدي بسهولة دون الحاجة للاستيقاظ بشكل كامل.

ومع ذلك، يتعين على الآباء أن يتخذوا احتياطات السلامة اللازمة في هذه الحالة. مثل استخدام أسطح مريحة وتجنب المخاطر المحتملة مثل الوسائد أو البطانيات الثقيلة التي قد تشكل خطرًا على الطفل.

من جهة أخرى، في حال فضل الآباء أن ينام الرضيع في سريره الخاص به، يجب أن يتم ذلك وفقًا لإرشادات السلامة مثل وضع الطفل على ظهره للنوم وتجنب وجود أشياء قد تسبب الاختناق أو حجب التنفس.

الخرافة الثالثة: الأطفال يحتاجون إلى بيئة هادئة تمامًا للنوم

قد يعتقد الكثير من الآباء أن نوم الرضع يتطلب بيئة هادئة وصامتة تمامًا، وهذا يؤدي إلى القلق المستمر عند حدوث أي ضوضاء في المنزل. ولكن في الواقع، لا يحتاج الطفل إلى بيئة هادئة بشكل كامل للنوم. بل على العكس، قد تعزز بعض الأصوات المحيطة نوم الطفل، خاصة في الأيام الأولى من الحياة.

تُعرف هذه الظاهرة بمصطلح “الضوضاء البيضاء”، وهي عبارة عن أصوات منتظمة مثل صوت المروحة أو المكيف أو حتى صوت الموجات في البحر. هذه الأصوات تساعد في تهدئة الطفل وتقلل من تأثير الأصوات المفاجئة التي قد توقظه. وقد أظهرت الدراسات أن الرضع الذين ينامون في بيئة تحتوي على ضوضاء بيضاء يمكن أن يناموا بشكل أفضل وأكثر استقرارًا.

الرضع لا يملكون القدرة على التمييز بين الأصوات مثلما يفعل البالغون، لذلك قد يساعد وجود بعض الأصوات الطبيعية في محيطهم على الشعور بالراحة والتعود على الروتين اليومي. بعض الآباء يجدون أن استخدام جهاز إصدار أصوات الضوضاء البيضاء أو تشغيل الموسيقى الهادئة يساعد في تهدئة الطفل أثناء النوم.

الخرافة الرابعة: يجب أن ينام الطفل في وضع محدد دائمًا

تعتبر فكرة أن الطفل يجب أن ينام في وضع معين دائمًا من الخرافات التي تروج لها بعض الأمهات أو حتى الأطباء التقليديين في بعض الأحيان. الفكرة السائدة هي أن النوم على جانب أو على بطن الطفل هو الوضع الأمثل، لكن الواقع عكس ذلك تمامًا.

حسب الدراسات الحديثة، فإن وضع الطفل على ظهره هو الوضع الأكثر أمانًا للنوم. هذا الوضع يقلل بشكل كبير من خطر متلازمة موت الرضع المفاجئ (SIDS)، وهي حالة مقلقة حيث يحدث الموت المفاجئ للطفل دون سبب واضح. ولهذا السبب، توصي معظم الهيئات الصحية، بما في ذلك الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP)، بوضع الرضع على ظهورهم للنوم طوال العامين الأولين من حياتهم.

أما إذا كان الطفل ينام في وضع معين غير وضع الظهر، مثل النوم على البطن أو على أحد الجانبين، فإن ذلك قد يزيد من خطر اختناقه أو تعرضه لمشاكل تنفسية أثناء النوم. على الرغم من أن بعض الأطفال قد يفضلون النوم في وضع جانبي أو على بطنهم، فإن الأطباء يحذرون من هذا الخيار نظرًا للتهديدات الصحية المحتملة.

ومع ذلك، يمكن للآباء أخذ قسط من الراحة بأن وضع الرضيع على ظهره ليس فقط آمنًا، بل أيضًا يساهم في تعزيز نموه العقلي والجسدي. عند بلوغ الطفل مرحلة معينة من النمو، مثل عندما يبدأ في تقوية عضلاته، يمكنه تقلب رأسه وتغيير وضعه في النوم دون خطر.

الخاتمة

إن المعلومات المغلوطة حول نوم الرضع قد تضلل الآباء الجدد وتزيد من مستويات القلق. من المهم أن يكون الآباء مستعدين لفهم الحقائق المتعلقة بنوم الأطفال بدلاً من الوقوع في فخ الخرافات التي قد تؤثر على صحة طفلهم وراحتهم. يمكن لنوم الطفل أن يكون مصدرًا للراحة لجميع أفراد الأسرة عندما يتم اتباع المبادئ الصحيحة والعلمية للنوم، بعيدًا عن المفاهيم المبالغ فيها أو الخاطئة.