عندما نتناول رواية “حيوات” للكاتبة مروة شاهين، نجد أنفسنا أمام عمل أدبي استثنائي يقودنا في رحلة فريدة من نوعها إلى عوالم متنوعة من الأحلام والوجدان البشري. تستند الرواية إلى قصة واقعية، مما يمنحها طابعًا خاصًا يلتقي بالخيال الرفيع.
تبدأ الرواية بسرد أحداث مستوحاة من الواقع، ورغم أنه قد يثير استياء بعض المفكرين والنقاد، إلا أنها تبرز بشكل جريء قدرة الكاتبة الشابة على استكشاف حدود الأدب وتحدي التوقعات الاعتيادية. تضعنا مروة شاهين أمام تحديات الحياة وتفاصيل حياة شخصيات مركبة، مما يشكل تحولًا ملحوظًا في السرد الأدبي.
فيما يتعلق بالمحتوى الروائي، تتألق الكاتبة في توجيه القارئ نحو عوالم الأحلام والشبق المرضي للنفس، مما يخلق جوًا يثير فضول القارئ ويدفعه لاستكمال القراءة بلهفة. يظهر ذلك بوضوح في العبارة التي تقول: “كم تمنيت أن أعلم وتساءلت مرارًا ولما يحدث لي كل هذا الرعب الذي أعيشه يوميًا، ايقنت الآن ما علي فعله بعد هذا الحلم الذي أعطاني المفتاح لكل الأبواب المغلقة”.
تتسم الرواية بأسلوب سردي ينسجم مع مضمونها، حيث تقدم المؤلفة الشابة تفاصيل مهمة حول مهام الشخصيات وكيف يتقاطع مصيرها مع الأحداث الرئيسية. يظهر هذا بشكل واضح في عرضها للمهام التي أخبرها بها الحلم، مما يلقي الضوء على التفاصيل الغامضة والغنية في عالم الرواية.
تتيح لنا الرواية فرصة لاستكشاف عمق كل شخصية، وتفاعلها مع التحديات والأحداث التي تتكشف أمامها. تمثل الكاتبة مروة شاهين قدرة فائقة على رسم صور حية ومؤثرة للشخصيات، مما يجعلنا نشعر بالترابط العاطفي معها.
تأخذنا الرواية في رحلة طويلة عبر 473 صفحة، حيث يتم تسليط الضوء على تفاصيل دقيقة من الحياة والأحلام. يعزز الغلاف الورقي الجذاب للكتاب تجربة القراءة، مما يجعلنا نعيش مغامرة لا تُنسى.
تجسد الرواية تحفة أدبية في فئة الأدب والخيال، حيث تتجاوز توقعات القارئ وتتركه مع تأملات عميقة في طبائع البشر وغموض الحياة. يُظهر الجهد الإبداعي للكاتبة في إنتاج عمل يجمع بين الواقع والخيال بشكل استثنائي، مما يجعلها إسهامًا مميزًا في ميدان الأدب العربي المعاصر.