حياة مع سوزان سميث

في كتاب “فوق كل العقول: حياتي مع سوزان سميث”، يروي ديفيد سميث، بالاشتراك مع كارول كاليف، تجربته الشخصية التي لا تُنسى، والتي بدأت في ليلة لن ينساها أبدًا، لتكون بداية كابوس كل أب. في تلك الليلة الباردة من فصل الخريف في عام 1994، تلقى خبر أن ابنيه الصغيرين قد تم اختطافهما. وكانت الشخصية التي نقلت هذا الخبر هي زوجته المنفصلة سوزان سميث – أم الأطفال. في الأيام والليالي الشاقة التي تلت ذلك، بدأت حملة مطاردة مكثفة تركزت على عائلة سميث، ولكن في ظل كل هذا، كان لدى ديفيد سميث فكرة واحدة فقط: استعادة أبنائه. وتسعة أيام لاحقًا، اعترفت سوزان سميث ببكاء أن عملية الاختطاف كانت خدعة، كذبة قاسية. وكانت الحقيقة أكثر قسوة: قتلت سوزان سميث، بيدها، مايكل البالغ من العمر ثلاث سنوات، وأليكس البالغ من العمر أربعة عشر شهرًا، أبناءها.

يتحدث ديفيد سميث بصراحة عن حياته مع سوزان، والأطفال الأحباء الذين فقدهم ولكنه سيظل يحبهم دائمًا، والعملية البطيئة والمؤلمة لمحاولة إعادة بناء حياته. يتحدث بصدق وبوضوح عن زواجه غير المثالي – علاقة مضطربة أدت إلى الخيانات من جانبيهما؛ والهوس المدمر لسوزان بالحبيب الذي رفضها؛ والأحداث التي سبقت تلك الليلة المشؤومة في أكتوبر الماضي؛ وأخيرًا، الحاجة إلى التوصل إلى تسوية مع حزنه وفقدانه الخاصين.

يعتبر هذا الكتاب مصدرًا غنيًا بالمعلومات والتجارب الإنسانية العميقة، حيث يقدم للقراء فهمًا شاملاً للعديد من الجوانب الاجتماعية والنفسية والعاطفية المعقدة التي تشكلت حول هذه القصة المأساوية. يسلط الضوء على العديد من القضايا الاجتماعية العامة والأخلاقية التي تتعلق بالعلاقات الزوجية، والأبوة، والخسارة، والتعافي، مما يجعله قراءة مثيرة للتأمل والتفكير.