في عمق العصور القديمة، حيث تتداخل الأساطير والتاريخ، يُلقي كتاب “حياة في مصر القديمة” للمؤلف أدولف إيرمان نظرة شاملة على حياة الإنسان في الأرض القديمة المروية بنهر النيل، وذلك آلاف السنين قبل أن يولد المسيح. يرافقنا الكتاب في رحلة لاستكشاف تفاصيل الحياة اليومية: كيف كان يكسب الإنسان قوت يومه، وما هو اللباس الذي ارتداه، وأين كان يمضي وقت فراغه؟
تفتح صفحات الكتاب نوافذ على العلاقة بين الفرد المصري العادي وحكومته، وزوجته، وأطفاله. هل كانت حياته مظلمة أم متفائلة؟ هل كانت صعبة أم سهلة، وهل كان يتسم بالتقوى أم بالحيوية الدنيوية؟ وهل سافر شعبه، استكشف، غزا؟ هل كانوا مختلفين إلى حد كبير عن حضارات العالم القديم الأخرى، كاليونانية والرومانية؟
المؤلف، أدولف إيرمان، الذي شغل منصب مدير المتحف المصري في برلين وكتب العديد من الأعمال القياسية في مجال علم المصريات، قد قدم رؤية شاملة ومفصلة لموضوعه. يشمل كتابه بحثًا دقيقًا عن الهيكل السياسي في مصر القديمة، وأنظمة الجريمة والشرطة، والحياة الأسرية والقرابة، واللباس، ووسائل الترفيه، والدين، والتعلم، والرياضيات، والسحر، والمعتقدات الشعبية، والأدب، والفن، والزراعة، والحرف، والتجارة، والحرب، والكثير غير ذلك.
تتناول الرؤية الواقعية لإيرمان، حيث يتجنب الرومانسية الزائدة من جهة والبيداغوجية الباردة من جهة أخرى، تقديم معالجة قائمة على الحقائق وفعّالة في التأثير. كما يشير البروفيسور جون مانشيب وايت في مقدمته لهذا الإصدار، “من البداية إلى النهاية… أداء رائع”.
إنه لم يكن إيرمان فقط مفصلاً وموثوقاً في عرضه، بل كانت إضافة قيمة وفريدة إلى مكتبة الدراسات المصرية. يظل كتابه من أشهر المراجع والمراجع المستخدمة بانتظام، ويشكل أساسًا للعديد من الدراسات والأعمال الأخرى. الناشر دوفر بابليكيشنز أصدر هذا الكتاب في يونيو عام 1971، ولا يزال يحتفظ بمكانته كواحد من أقل الكتب التي تقدم للقارئ الحديث نظرة مرضية ومعلوماتية وشاملة في مجلد واحد.