“حياة جديدة تمامًا” هو عنوان يحمل بين طياته أعماق الصراع والتحديات التي يمكن أن يواجهها الإنسان، وهو عمل يقع تحت قلم “رينولدز برايس”، أحد أبرز الكتّاب الأمريكيين المعاصرين. بينما كان برايس يحظى بشهرة واسعة بفضل إبداعاته الأدبية المتعددة، من روايات وقصص، إلى قصائد ومقالات، ومسرحيات وسيرة ذاتية، يقدم لنا في هذا العمل قصة شخصية أكثر تلامساً وإقناعًا من أي عمل خيالي.
في عام 1984، تم اكتشاف ورم سرطاني كبير في الحبل الشوكي لدى برايس (“الورم كان سميكًا كالقلم ولونه رمادي، عشر بوصات طولًا من شعر عنقي نحو أسفل”). يروي برايس هنا، للمرة الأولى، بدون عذاب ذاتي، ما أصبح صراعًا طويلًا للتحمل والتعافي من هذا الشلل المروع، الذي رغم شيوعه (يعاني واحد من كل ثلاثة أمريكيين من أشكال مختلفة من السرطان)، يبقى تحديًا فريدًا لكل شخص يعانيه.
يسرد برايس الأعراض الأولية الغامضة، والجراحة العاجلة التي فشلت في إزالة الورم، والعلاج بالإشعاع الذي أبطأ مؤقتًا نموه (لكنه سرع فقدان السيطرة على جسده السفلي)، والتحديات الكوميدية أحيانًا لجلسات إعادة التأهيل، والارتفاع المستمر للألم الشديد والاعتماد على الأدوية، وجراحتين جراحيتين جذريتين أخريين، وقوة الرؤية الدينية المحددة، واكتشاف النهائي للمساعدة من خلال التغذية الحيوية والتنويم المغناطيسي، والعودة الخارقة لقواه ككاتب في حياة جديدة ونشطة.
وراء تفاصيل الألم والمرض الفاني، تظهر هنا قضايا أكبر – إصرار على مواصلة التفاعل الإنساني الذي يشكل جزءًا كبيرًا من أعمال هذا الكاتب المحبوب، والامتنان الذي يشعر به تجاه الأقارب والأصدقاء وبعض الأطباء (على الرغم من أنه ليس كلهم)، والعودة إلى عمله الإبداعي الوافر، و”نعمة الله المرعبة في بعض الأحيان والمدهشة في أحيان أخرى”.
“حياة جديدة تمامًا” لا تقدم مجرد صورة لشخص شجاع يواجه المحن، بل تقدم رؤية صادقة، وتشجيعًا واقعيًا، وإلهامًا للآخرين الذين يعانون من تعقيدات المرض الكارثي أو الذين يعرفون شخصًا ما يعاني منه.