في كتابها الجديد المثير والفاتن بعنوان “حياة المصائر: تسع نساء والفنانون الذين ألهموهم”، تقوم المؤلفة فرانسين بروز، المرشحة لجائزة الكتاب الوطنية، بفحص العلاقة المعقدة بين الفنان ومصدر إلهامه. وبذلك، تسلط الضوء بحساسية وذكاء على ينابيع العاطفة الصعبة المفهومة لعملية الإبداع. ليس هناك مصدر إلهام مثالي، بل هناك العديد من الاختلافات على هذا الموضوع تمامًا كما هو الحال مع النساء الفردية اللواتي وجدن مصيرهن مرتبطًا بمصير فنان معين.
كيف يمكننا فهم العلاقة بين الطفلة أليس ليدل، التي ألهمت “أليس في بلاد العجائب”، والأستاذ الذي أصبح لويس كارول؟ أو المصدر الملقب بالمصدر المتسلسل، لو أندرياس-سالومي، التي أسرت نيتشه، ريلكه، وفرويد – قائمة مثيرة للإعجاب كأي مصدر إلهام يمكن أن يفتخر بها؟
كان سلفادور دالي هو الفنان الوحيد الذي وقع أعماله باسم مصدر إلهامه، وغالا دالي بالتأكيد كانت تعرف كيف تروج لفنانها وأعماله في الوقت نفسه الذي تزين فيه صورتها الشخصية وشهرتها. لو، غالا، ويوكو أونو جميعهم يتحدون النمط النسوي للمصدر كجمال ساكن يوضع على قاعدة ويظلم بواسطة فنان ذكر. ومع ذلك، فمن النادر العثور على فنان ومصدر إلهامه يكونان شركاء حقيقيين، متعاونين حقيقيين، مثل الراقصة سوزان فاريل ومخرج الباليه جورج بالانشاين.
ما الذي يشترك فيه التسع مصادر إلهام اختارتها فرانسين بروز؟ كانت جميعهن جميلات، أو جاذبات، أو موهوبات بجاذبية غير تقليدية. كانت جميعهن يحبن، وكن يحبن من قبل فنانيهن، وكن يلهمنهم بشدة بعاطفة تشبه إيروس. بالنسبة لهؤلاء الفنانين، كان حب المصدر أو له – أو تلك – يوفر عنصرًا أساسيًا مطلوبًا لتزامن الموهبة والتقنية اللازمة لإنشاء الفن.
وفي فئة الفن العام، يقدم دار النشر هاربركولينز هذا الكتاب الرائع في سبتمبر 2002، مما يضيف إلى غنى المعلومات المقدمة فيه. بفضل عمق البحث والتحليل الساحر، يقدم “حياة المصائر” رحلة فريدة وقيمة إلى عالم العلاقات الفنية والإلهام، مما يعزز فهمنا لكيفية تأثير العواطف والعلاقات الإنسانية على العمل الفني وعلى الفنان نفسه.