“حياة الصورة وموتها” للمؤلف ريجيس دوبري، يعتبر من أعمال الفلسفة التي تتناول موضوعات متعددة وعميقة تتعلق بالمظهر والواقع المرئي، وكيفية تأثيرهما على الحياة الإنسانية والمجتمعات بشكل عام. يقدم الكتاب رؤية فلسفية متأملة لعالم مليء بالصور والأشكال والظواهر، مشيراً إلى أنه في عصر الشاشة المسيطر، تتغير القيم وتتبدل المفاهيم، وتتلاشى الحدود بين الواقع والخيال.
بأسلوبه الغني بالتشبيهات والمقارنات، يعكس دوبري في كتابه تأملاته في قوانين الأقوى التي تسود في هذا العصر، حيث يرى أن القيمة تتلاشى عندما يصبح كل شيء مرئياً ومتجانساً، مشيراً إلى أن التشابه في المظاهر يقود إلى فقدان الفرادة والتميز. يقترح دوبري في كتابه أنه من أجل البقاء والازدهار، يجب على الإنسان التخلي عن الاعتماد الكلي على الصورة والمظهر، والتوجه نحو العوالم الباطنية اللامرئية، مثل الشعر والفنون والقراءة والكتابة، حيث يمكن للإنسان أن يجد معنى حقيقياً ويعبر عن فرادته الإبداعية.
بواقعه المكون من 300 صفحة، وغلافه العادي، ينشر الكتاب تحت رعاية “المؤسسة العربية للدراسات والنشر”، حيث يندرج ضمن فئة الفلسفة ويتناول الفكر الفلسفي بشكل خاص. يعد “حياة الصورة وموتها” مرجعاً هاماً للقراء الباحثين في مجالات الفلسفة والفكر الحضاري، حيث يثير الكثير من التساؤلات والتأملات حول علاقة الإنسان بالصورة والمظهر، ودورها في بناء الهوية الفردية والجماعية.