تعرض رواية “خذي هذا بنظر السيدة”، التي كتبتها هاريت دور، بأسلوبها الواضح والمتألق، حياة أربعة من الأمريكيين المغتربين في قرية مكسيكية صغيرة تضم ألف نفس. ينقلنا الكتاب إلى المنطقة الجافة لأمابولاس، حيث نشاهد القادمين الجدد وهم يستقرون في منازلهم الطينية ويتكيفون تدريجياً مع بيئة زاخرة بالشمس الحارقة والأمطار الغزيرة والمناظر الطبيعية الشاسعة ووفرة الطبيعة الخالية من اللمسات البشرية، ونرى كيف يجذب كل شخص منهم إلى سحر هذه الأرض ويتغير تباعاً.
بالنسبة لسو أيمز، الشابة التي انفصلت حديثاً وهي فنانة وشريكة في ملكية الأرض في أمابولاس، فإن هذا الريف المشبع بالتربة الرطبة وعبق الياسمين وأدغال الحيوانات ونار الفحم، بالإضافة إلى سكانه، يساعدها على رؤية حياتها بوضوح أكبر. أما بالنسبة لشريكها باد لوميس، المستثمر الطموح الهارب من تهم التهرب الضريبي في أريزونا، فإن أمابولاس هي فرصة للهروب. وهناك فرانسيس بولز، بالنسبة لها، تعتبر هذا المكان الغريب الجديد لغزاً دائماً يجمع بين الإغراء البسيط والأبدي الغامض؛ حيث تنجح في خلق مستقبل جديد لنفسها بطريقة غير متوقعة. أما لوالدتها، أورسولا بولز، البالغة من العمر تسعة وسبعين عامًا والأرملة، فإن الأرض أمر حيوي. ولدت في المكسيك، وتعود ليس فقط بسبب حبها للمكان وسكانه، ولكن لربط نهاية حياتها ببدايتها، على الأقل بقدر المستطاع.
تُعيش تجاربهم جميعًا بوضوح مشرق وتفاعلاتهم مع المكسيكيين، الذين يراقبون الأمريكيين بمزيج فضولي من الإعجاب والتسامح. بأذن وعي وصوت حقيقيين، تنكشف قصة هاريت دور بوضوح وجمال، دقيقة على حد سواء في ملاحظاتها عن الأمريكيين والمكسيكيين والمناظر الطبيعية التي تضمهم.
تُعتبر هذه الرواية مثيرة للاهتمام في فئة الخيال العام، تم نشرها بواسطة دار هاركورت في أغسطس 1993.