إسحاق نيوتن، أحد أبرز العلماء في تاريخ البشرية، ليس فقط معروفًا بإسهاماته العلمية البارزة، بل أيضًا بحياته الشخصية الغريبة والمثيرة للاهتمام. فيما يلي 8 حقائق غريبة عن حياة إسحاق نيوتن:
-
طفولة مضطربة:
وُلد إسحاق نيوتن في 25 ديسمبر 1642 (بحسب التقويم اليولياني المستخدم آنذاك) في قرية وولشتورب، لينكونشير، إنجلترا. كان مولده مبكرًا بشهرين وكان صغير الحجم وضعيفًا لدرجة أن والدته قالت إنه كان يمكن أن يوضع في إناء متوسط الحجم. توفي والده قبل ولادته، وتزوجت والدته مرة أخرى عندما كان في الثالثة من عمره، تاركته تحت رعاية جدته. هذه التجارب المبكرة شكلت جزءًا كبيرًا من شخصيته المعقدة. -
-
الخلافات الشخصية:
على الرغم من عبقريته العلمية، كان نيوتن شخصًا عصبيًا ومتقلب المزاج. دخل في خلافات حادة مع العديد من العلماء في عصره، أبرزهم روبرت هوك وغوتفريد لايبنتس. خصومته مع هوك كانت مشهورة جدًا، وقد سعى نيوتن للتقليل من إنجازات هوك في كل فرصة ممكنة. أما مع لايبنتس، فقد دار خلاف طويل حول أول من اكتشف حساب التفاضل والتكامل، واستمر هذا الخلاف حتى بعد وفاة كلا العالمين. -
العزوبية والانطوائية:
لم يتزوج نيوتن أبدًا ولم يكن له علاقات عاطفية معروفة. كان معروفًا بأنه شخص انطوائي، يحب العزلة والعمل في صمت. قيل إنه قضى معظم حياته في عمله الأكاديمي والتأملات الدينية والفلسفية، مفضلاً الوحدة على الحياة الاجتماعية. -
الاهتمام بالسحر والخيمياء:
نيوتن لم يكن فقط عالم فيزياء ورياضيات؛ بل كان أيضًا مهتمًا بالخيمياء والسحر. قضى نيوتن جزءًا كبيرًا من حياته في دراسة الخيمياء، وهو العلم الذي كان يهدف إلى تحويل المعادن الأساسية إلى ذهب واكتشاف إكسير الحياة. توجد العديد من المخطوطات التي كتبها نيوتن عن الخيمياء، وتظهر اهتمامه العميق بهذا المجال الغامض. -
الهوس الديني:
كان نيوتن متدينًا بعمق، لكن معتقداته الدينية كانت غير تقليدية. كان يعتبر نفسه باحثًا في اللاهوت وكان مهتمًا بشدة بنبوات الكتاب المقدس. كتب العديد من النصوص الدينية وحاول فك رموز النبوات التوراتية، معتقدًا أن بإمكانه تحديد نهاية العالم. نيوتن كان يرفض عقيدة الثالوث المسيحية التي كانت عقيدة الكنيسة الرسمية، مما جعله يحتفظ بمعتقداته الدينية بعيدًا عن الأنظار لتجنب المشكلات. -
اكتشاف الجاذبية:
الحكاية الشهيرة عن اكتشاف نيوتن للجاذبية بسبب سقوط تفاحة على رأسه هي على الأرجح أسطورة، رغم أنها مستندة إلى رواية لاحقة لنيوتن نفسه. الحقيقة هي أن نيوتن تأمل في القوى التي تؤثر على الأشياء من حوله أثناء فترة العزلة التي فرضها الطاعون في كامبريدج. هذه التأملات أدت به إلى صياغة قانون الجاذبية الكونية الذي يعتبر أحد أعظم إنجازاته العلمية. -
اهتمامه بالاقتصاد والنقود:
في عام 1696، عين نيوتن في منصب المشرف على دار سك العملة الملكية. أثناء فترة عمله، قام بإصلاح النظام النقدي البريطاني وتحديثه، واتخذ إجراءات صارمة ضد تزييف العملة. نيوتن كان يأخذ مهامه بجدية بالغة، وشارك شخصيًا في العديد من التحقيقات والمحاكمات ضد المزورين. -
موت غامض:
توفي نيوتن في 20 مارس 1727 (بحسب التقويم الغريغوري) بعد حياة طويلة مليئة بالإنجازات، لكن حياته الشخصية ظلت محاطة بالغموض. يُعتقد أن نيوتن قد يكون تعرض للتسمم بالزئبق نتيجة تجاربه في الخيمياء، حيث أظهرت التحاليل الحديثة لشعره مستويات عالية من الزئبق. كان موته في النهاية نتيجة لمضاعفات صحية ناتجة عن تقدم السن.
إسحاق نيوتن كان بلا شك شخصية معقدة ومثيرة للاهتمام. حياته كانت مزيجًا من العبقرية العلمية والاهتمامات الغريبة، مما جعله واحدًا من أكثر العلماء تأثيرًا وإثارة للجدل في تاريخ العلم.
المزيد من المعلومات
9. مهنته الأكاديمية والتعقيدات السياسية
بعد أن أكمل نيوتن دراسته في كلية ترينيتي بجامعة كامبريدج، أصبح زميلًا في الكلية في عام 1667. في عام 1669، تم تعيينه أستاذًا للرياضيات، وهو المنصب الذي احتفظ به حتى عام 1701. رغم شهرته الأكاديمية، كانت له علاقات متوترة مع بعض زملائه في الجامعة.
في عام 1687، أصدر نيوتن كتابه الشهير “المبادئ الرياضية للفلسفة الطبيعية” (Principia Mathematica)، الذي يعد أحد أعظم الأعمال العلمية على الإطلاق. إلا أن نشر هذا الكتاب لم يكن بالأمر السهل، حيث واجه نيوتن مقاومة من قبل بعض أعضاء الجمعية الملكية ومن ضمنهم روبرت هوك. بفضل دعم إدموند هالي، تم نشر الكتاب في النهاية.
بالإضافة إلى ذلك، كانت حياة نيوتن الأكاديمية مليئة بالتحديات السياسية. خلال الثورة المجيدة في عام 1688، قام نيوتن بدعم الثورة ضد الملك جيمس الثاني. فيما بعد، تم انتخابه كعضو في البرلمان لجامعة كامبريدج، حيث خدم فترتين (1689-1690 و1701-1702). رغم أن دوره في البرلمان كان محدودًا، إلا أن مشاركته السياسية أظهرت اهتمامه بالأحداث السياسية التي شكلت فترة حياته.
10. مزاجه المتقلب والانعزالي
نيوتن كان معروفًا بمزاجه العصبي وانعزاليته. كان يفضل العيش والعمل بمفرده، وقضى معظم حياته في عزلة علمية. العديد من زملائه في الجمعية الملكية وكامبريدج شهدوا بحدة مزاجه وصعوبة التعامل معه. من القصص الشهيرة عنه، أنه كان يغلق باب مكتبه على نفسه لساعات طويلة، حتى أنه نسي تناول الطعام في بعض الأحيان.
11. إسهاماته العلمية غير المشهورة
بينما يشتهر نيوتن بأعماله في الفيزياء والرياضيات، إلا أن له إسهامات أخرى غير معروفة على نطاق واسع. على سبيل المثال، قام بدراسة علم الألوان وأثبت أن الضوء الأبيض يتكون من مجموعة من الألوان المختلفة من خلال تجربة الموشور الشهيرة.
أيضًا، كان له إسهامات في مجال البصريات، حيث قدم نظرية الجسيمات للضوء في مقابل النظرية الموجية التي اقترحها كريستيان هوغنس. ورغم أن نظرية الجسيمات كانت محل جدل واستبدلت لاحقًا بالنظرية الموجية، إلا أن أعماله في هذا المجال كانت أساسية لتطوير العلوم البصرية.
12. العزلة الفكرية والعلمية
على الرغم من تفاعله مع العديد من العلماء المعاصرين له، إلا أن نيوتن كان يفضل العمل بمفرده. في العديد من الأحيان، احتفظ بأبحاثه واكتشافاته لنفسه لفترات طويلة قبل نشرها. هذه العزلة الفكرية أدت إلى عدم فهم بعض من إسهاماته العلمية خلال فترة حياته.
13. نيوتن في أواخر حياته
في السنوات الأخيرة من حياته، عاش نيوتن في كنسينغتون، لندن. رغم تقدمه في العمر وتدهور صحته، استمر في العمل والإنتاج العلمي حتى وفاته. في عام 1725، عانى نيوتن من آلام شديدة في البطن، وهي مشكلة صحية يُعتقد أنها نتيجة لمضاعفات تجاربه الكيميائية.
ورغم كل الصعوبات الصحية التي واجهها، كان نيوتن يُعامل باحترام وتقدير كبيرين من قبل المجتمع العلمي البريطاني. توفي نيوتن في 20 مارس 1727 (بحسب التقويم الغريغوري) ودُفن في وستمنستر آبي، وهو تكريم نادر يعكس مدى تقدير الأمة البريطانية لإنجازاته العظيمة.
14. إرث نيوتن
إرث نيوتن لا يزال حيًا حتى اليوم، حيث تُعتبر قوانينه في الحركة والجاذبية أساسًا لفهمنا للعالم الطبيعي. أعماله ألهمت أجيالاً من العلماء والباحثين، وأسهمت في تطوير العديد من الفروع العلمية الحديثة.
علاوة على ذلك، تُظهر حياة نيوتن أن العلم يمكن أن يكون طريقًا مليئًا بالتحديات الشخصية والعلمية. رغم كل الصعوبات والخلافات التي واجهها، إلا أن نيوتن تمكن من تحقيق إنجازات عظيمة بفضل عبقريته والتزامه العميق بالبحث العلمي.
15. المخطوطات والوثائق غير المنشورة
بعد وفاة نيوتن، تم اكتشاف عدد كبير من المخطوطات والوثائق غير المنشورة التي أظهرت جوانب مختلفة من اهتماماته العلمية والفلسفية والدينية. من بين هذه الوثائق، توجد مخطوطات تتعلق بدراساته في الخيمياء ومحاولاته لتحويل المعادن الأساسية إلى ذهب.
كما أن هناك وثائق تكشف عن اهتمامه بدراسة النصوص الدينية ومحاولاته لفك رموز النبوات التوراتية. هذه المخطوطات تقدم لنا نظرة عميقة إلى عقلية نيوتن المتعددة الأبعاد وتظهر كيف كان يجمع بين العلم والدين والفلسفة في سعيه لفهم الكون.
16. التقدير العالمي
اليوم، يُعتبر إسحاق نيوتن أحد أعظم العلماء في التاريخ. تم تكريمه بعدد لا يحصى من الجوائز والأوسمة، وأُطلق اسمه على العديد من المؤسسات العلمية والتعليمة حول العالم. تمثال نيوتن في جامعة كامبريدج وكنيسة وستمنستر يرمزان إلى إرثه العظيم وتأثيره الدائم على العلم والمجتمع.
إسحاق نيوتن كان بلا شك شخصية فريدة ومعقدة. حياته كانت مزيجًا من العبقرية العلمية والاهتمامات الغريبة، مما جعله واحدًا من أكثر العلماء تأثيرًا وإثارة للجدل في تاريخ العلم. إرثه لا يزال يلهم الأجيال الجديدة من العلماء والباحثين في سعيهم لفهم أسرار الكون.