حملت الحملة الفرنسية في إندوشينا، التي جرت في الفترة من 23 سبتمبر إلى 26 سبتمبر عام 1940، عنوانًا تاريخيًا يحمل في طياته العديد من الأحداث والتطورات ذات الأهمية البالغة في تاريخ المنطقة والعالم. ففي هذه الفترة، كان العالم يشهد معركة محمومة وتحولات سياسية هائلة نتيجة الصراع العالمي الثاني الذي كان يدور على الساحة العالمية.
في إندوشينا، كانت الأحداث تتسارع وتتغير بسرعة مذهلة، حيث كانت المنطقة تحت تأثير الصراعات الإستعمارية والتحررية، وكانت الحملة الفرنسية في سبتمبر 1940 تمثل نقطة تحول في هذا السياق المعقد. فقد جاءت هذه الحملة في ظل امتداد الحرب العالمية الثانية، حيث كانت فرنسا تواجه تهديدًا متزايدًا من قوات المحور وضغوطًا داخلية وخارجية متنوعة.
بدأت الحملة بتقدم القوات اليابانية والتايلاندية في اتجاه فيتنام الشمالية ولاوس، وذلك بهدف استغلال الفوضى السياسية التي كانت تخيم على المنطقة وتعزيز نفوذهما فيها. وقد تبع ذلك سلسلة من المعارك والمواجهات الدموية بين القوات الفرنسية والتايلاندية، حيث كانت الجبهة الفرنسية تعاني من ضعف التجهيزات والتمويل بسبب انشغال الحكومة الفرنسية بمواجهة التهديد الألماني على الجبهة الأوروبية.
ومع اقتراب القوات التايلاندية من هانوي، اضطرت فرنسا للتفاوض مع تايلاند من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وهو ما تم تحقيقه في 26 سبتمبر 1940 بتوقيع اتفاقية فوشيما. وقد أسفرت هذه الاتفاقية عن إعادة ترتيب الحدود بين فيتنام الشمالية وتايلاند ومنح تايلاند مناطق جديدة.
تاريخيًا، يعد هذا الصراع نقطة تحول هامة في تاريخ إندوشينا، حيث أثرت الأحداث المتلاحقة على الديناميات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المنطقة بشكل كبير، وساهمت في تشكيل المشهد السياسي في السنوات اللاحقة.