8 نصائح من الخبراء لحماية الشعر في فصل الشتاء
يُعد فصل الشتاء من الفصول التي تفرض تحديات خاصة على العناية بالشعر، نظراً للتغيرات المناخية القاسية التي تصاحب هذا الفصل، مثل الرياح الباردة، والرطوبة المنخفضة، والهواء الجاف، بالإضافة إلى الاستخدام المكثف لأجهزة التدفئة. تؤدي هذه العوامل مجتمعة إلى إضعاف بنية الشعر وتجريده من رطوبته الطبيعية، مما يعرضه للتكسر والتقصف والجفاف. ولذلك، فإن التكيف مع متطلبات هذا الفصل من خلال تغيير روتين العناية بالشعر أمر بالغ الأهمية للحفاظ على صحته وجماله.
فيما يلي عرض تفصيلي لثماني نصائح يقدمها خبراء الشعر والتجميل، مبنية على أسس علمية وتجارب سريرية، يمكن أن تُحدث فارقاً حقيقياً في حماية الشعر من أضرار الشتاء:
1. تقليل عدد مرات غسل الشعر
غسل الشعر بشكل مفرط يُعد من أبرز الأخطاء التي يقع فيها كثير من الناس خلال فصل الشتاء. حيث إن فروة الرأس تفرز زيوتاً طبيعية تُعرف باسم الزهم (Sebum)، وهي ضرورية للحفاظ على رطوبة الشعر ولمعانه. ولكن مع تكرار الغسل، تُزال هذه الزيوت، مما يؤدي إلى فقدان الشعر لطبقته الواقية وتعرضه للجفاف والتقصف.
يوصي الخبراء بعدم غسل الشعر أكثر من مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً خلال الشتاء، وذلك للحفاظ على التوازن الطبيعي للزيوت. ويُفضل استخدام شامبو خالٍ من الكبريتات (Sulfate-Free Shampoo)، لأنه لطيف على الشعر ولا يزيل الزيوت الطبيعية بكفاءة عالية مثل الشامبو التقليدي.
2. استخدام الزيوت الطبيعية لترطيب الشعر
الزيوت الطبيعية تُعد من أفضل العلاجات التي يمكن استخدامها خلال فصل الشتاء لتعويض الفاقد من الدهون الطبيعية. تُستخدم هذه الزيوت في تدليك فروة الرأس قبل الاستحمام أو تُطبق على أطراف الشعر بعد التجفيف. من أبرز الزيوت المفيدة في هذا السياق:
| نوع الزيت | الفوائد الرئيسية |
|---|---|
| زيت الأرغان | غني بفيتامين E، يرطب الشعر ويقلل من التقصف |
| زيت جوز الهند | يتغلغل في أعماق الشعرة، يمنع فقدان البروتين |
| زيت الزيتون | مضاد للأكسدة، يغذي فروة الرأس ويمنع الحكة |
| زيت اللوز الحلو | يحتوي على الأحماض الدهنية، يعزز من مرونة الشعر |
تُظهر الدراسات أن استخدام الزيوت بانتظام يُساهم في تحسين مرونة الشعر بنسبة تتراوح بين 15-20%، ويقلل من معدل التكسر بنسبة تقارب 25%.
3. الحد من استخدام أدوات التصفيف الحرارية
يؤدي استخدام مجففات الشعر ومكواة التمليس وأجهزة التجعيد بشكل متكرر إلى تلف الشعر، خصوصاً في الأجواء الجافة للشتاء حيث يكون الشعر أكثر هشاشة. الحرارة المرتفعة تضعف البنية البروتينية للشعر، مما يجعله عرضة للتقصف والتساقط.
ينصح الخبراء باستخدام هذه الأدوات فقط عند الضرورة، مع الحرص على وضع واقٍ حراري (Heat Protectant) قبل الاستخدام. كما يُفضل ترك الشعر ليجف طبيعياً قدر الإمكان، أو استخدام المجفف على درجة حرارة منخفضة لتقليل الأضرار.
4. تغطية الشعر في الخارج
الهواء البارد والرياح الجافة من أخطر العوامل التي تؤثر سلباً على الشعر في فصل الشتاء، حيث يتسببان في فقدان الرطوبة وتكسير الخصلات. لتفادي هذا الضرر، يُستحسن ارتداء قبعة مبطنة بمواد ناعمة مثل القطن أو الحرير عند الخروج.
يجب تجنب القبعات المصنوعة من الصوف مباشرةً على الشعر دون بطانة، لأن احتكاك الألياف الخشنة بالشعر يزيد من التكسر والشحنات الساكنة. كما يمكن ربط الشعر على شكل ضفائر أو كعكة فضفاضة قبل وضع القبعة، لتقليل تعرضه للتكسر الناتج عن الاحتكاك.
5. ترطيب فروة الرأس بعمق
فروة الرأس، مثل البشرة، تتعرض للجفاف في الشتاء، ما يؤدي إلى الحكة والتقشر وربما إلى ظهور قشرة الرأس. للتعامل مع هذا الأمر، يُنصح باستخدام ماسكات ترطيب مركزة لفروة الرأس تحتوي على مكونات مثل الألوفيرا، البانثينول، وزبدة الشيا.
كما يمكن استخدام مقشرات خفيفة مرة واحدة في الأسبوع لإزالة الخلايا الميتة وتحفيز الدورة الدموية في فروة الرأس. هذا يعزز من وصول المغذيات إلى بصيلات الشعر، مما يدعم النمو الصحي للشعر ويمنع انسداد المسام.
6. اعتماد نظام غذائي غني بالمغذيات
العناية الخارجية وحدها لا تكفي، إذ إن النظام الغذائي يلعب دوراً محورياً في صحة الشعر، خصوصاً في فصل الشتاء عندما تقل مستويات فيتامين D بسبب قلة التعرض لأشعة الشمس. يجب التركيز على تناول:
-
الأطعمة الغنية بالأوميغا 3 مثل السلمون، بذور الكتان، والجوز.
-
الخضروات الورقية مثل السبانخ والجرجير، لاحتوائها على الحديد والفولات.
-
البيض والعدس كمصادر للبروتينات والبيوتين الضروري لنمو الشعر.
-
المكسرات والبذور كمصدر للزنك والسيلينيوم، وهما عنصران مهمان لمنع تساقط الشعر.
وقد بينت دراسات التغذية الجلدية أن الأشخاص الذين يتناولون وجبات غنية بالزنك والبيوتين وفيتامين D يعانون أقل بنسبة 35% من مشاكل تساقط الشعر الموسمية.
7. قص أطراف الشعر بانتظام
من الأمور التي يغفل عنها الكثيرون خلال الشتاء هو قص أطراف الشعر بانتظام، رغم أن هذا الإجراء ضروري للتخلص من الأطراف المتقصفة التي تزيد من هشاشة الشعر. يُوصى بقص الأطراف كل 6 إلى 8 أسابيع، حتى لو كانت الكمية قليلة جداً، وذلك للمساعدة في الحفاظ على الشعر بمظهر صحي ومنع امتداد التقصف إلى أعلى الشعرة.
قص الأطراف لا يعزز نمو الشعر بشكل مباشر كما هو معتقد شعبياً، لكنه يساهم في إبقائه سليماً ويقلل من احتمالية التساقط الناتج عن التلف المفرط في الأطراف.
8. استخدام منتجات غنية بالسيليكون أو السيراميد
في الشتاء، يُنصح باستخدام منتجات تحتوي على السيليكون أو السيراميد ضمن الروتين اليومي للعناية بالشعر. هذه المواد تشكل طبقة واقية حول الشعرة، تحافظ على الرطوبة وتمنع التبخر، مما يقلل من تأثير العوامل البيئية السلبية.
-
السيليكون يساعد على تنعيم سطح الشعرة، ويمنحها لمعاناً ومظهراً صحياً.
-
السيراميد يعزز من الروابط بين الخلايا القرنية في الشعرة، مما يقوي بنيتها الداخلية.
تُظهر التجارب السريرية أن استخدام مستحضرات تحتوي على السيراميد يقلل من فقدان الرطوبة بنسبة تصل إلى 40%، بينما يحسن استخدام السيليكون من مقاومة الشعر للتكسر الناتج عن التمشيط بنسبة 30%.
تعتمد فعالية العناية بالشعر في فصل الشتاء على مدى الانتظام في اتباع النصائح السابقة، والوعي بالتأثيرات الخفية للعوامل البيئية. إن التغيرات المناخية ليست مجرد ظواهر خارجية، بل تمتد آثارها إلى أدق تفاصيل الجسم، ومنها الشعر. التوازن بين العناية الخارجية والتغذية الداخلية هو ما يشكل الفرق الحقيقي في النتائج. إن تطبيق هذه الإرشادات يساهم بشكل كبير في الحفاظ على شعر صحي، رطب، ولامع طوال أشهر الشتاء الباردة، ويحدّ من الأضرار التراكمية التي قد تُحدث تغيرات جذرية في بنية الشعر على المدى الطويل.
المراجع:
-
Rassman, W. R., & Bernstein, R. M. (2019). Hair Loss and Restoration. Springer.
-
International Journal of Trichology, Volume 10, Issue 2, “Seasonal Variations in Hair Fall and Scalp Conditions”.
