أسباب تقوس الظهر وعلاجه

أسباب تقوس الظهر وأهم طرق علاجه

يُعد تقوس الظهر من المشكلات الصحية التي يعاني منها العديد من الأشخاص في مختلف الأعمار. سواء كان ذلك ناتجًا عن عوامل وراثية أو نمط حياة غير صحي، فإن تقوس الظهر يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الراحة اليومية وصحة الجسم بشكل عام. وفي هذا المقال، سنتناول الأسباب التي تؤدي إلى تقوس الظهر، بالإضافة إلى الطرق المختلفة لعلاجه والوقاية منه.

1. ما هو تقوس الظهر؟

تقوس الظهر أو ما يعرف بـ “الجنف” هو انحناء غير طبيعي في العمود الفقري، حيث يصبح الظهر منحنيًا للأمام بشكل مفرط. يمكن أن يكون هذا التقوس في منطقة الظهر العليا (الجزء العلوي من الظهر) أو في أسفل الظهر. قد يظهر هذا التقوس بشكل طفيف في البداية، لكنه مع مرور الوقت يمكن أن يسبب مشاكل كبيرة في الحركة والراحة اليومية.

2. أسباب تقوس الظهر

تقوس الظهر لا يحدث بشكل مفاجئ أو من دون سبب. بل إنه نتيجة لمجموعة من العوامل التي تؤثر على الشكل الطبيعي للعمود الفقري. ومن بين أهم الأسباب:

أ. العوامل الوراثية

قد يكون للوراثة دور كبير في تطور تقوس الظهر. في بعض الأحيان، يمكن أن يكون الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من تقوس الظهر أكثر عرضة للإصابة بهذه المشكلة. بعض الأشخاص يولدون مع انحناءات غير طبيعية في العمود الفقري أو لديهم عضلات و أربطة ضعيفة تؤدي إلى تقوس الظهر مع مرور الوقت.

ب. الجلوس لفترات طويلة

من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى تقوس الظهر هو الجلوس لفترات طويلة وبشكل غير صحيح. هذا يحدث غالبًا بسبب استخدام الأجهزة الإلكترونية، مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر. عند الجلوس بشكل غير صحيح لفترات طويلة، يتسبب ذلك في تراكم الضغط على العمود الفقري مما يؤدي إلى انحنائه.

ج. الشد العضلي وضعف العضلات

العضلات القوية والمستدامة هي التي تحافظ على استقامة العمود الفقري. عندما تكون العضلات في الظهر والرقبة ضعيفة أو لا تعمل بشكل فعال، فإن ذلك يؤدي إلى زيادة الضغط على العمود الفقري ويؤدي إلى التقوس. هذا يحدث غالبًا بسبب قلة النشاط البدني أو ممارسة التمارين الرياضية بشكل غير منتظم.

د. التقدم في العمر

مع تقدم العمر، قد يصبح العمود الفقري أكثر عرضة للتدهور بسبب التآكل الطبيعي في الأقراص الفقرية. هذا التآكل يمكن أن يتسبب في انحناء العمود الفقري بشكل تدريجي، مما يؤدي إلى تقوس الظهر.

هـ. الإصابات

الإصابات التي تؤثر على العمود الفقري قد تؤدي إلى تغيير في شكل العمود الفقري وزيادة انحنائه. قد تحدث هذه الإصابات بسبب الحوادث أو الأنشطة الرياضية العنيفة أو السقوط.

و. الحمل

خلال فترة الحمل، يعاني العديد من النساء من تقوس الظهر بسبب زيادة الوزن التي تؤثر على الوضعية الطبيعية للعمود الفقري. يسبب الحمل ضغطًا إضافيًا على أسفل الظهر، مما قد يؤدي إلى انحناء أكثر في هذه المنطقة.

ز. الأمراض والاضطرابات

بعض الأمراض، مثل هشاشة العظام، التهاب المفاصل، وأمراض الأعصاب، يمكن أن تساهم في حدوث تقوس الظهر. في حالات معينة، قد يؤدي مرض باركنسون أو السكتات الدماغية إلى ضعف العضلات وتغير في طريقة تحرك الجسم، مما يؤدي بدوره إلى تقوس الظهر.

3. أعراض تقوس الظهر

يعتبر تقوس الظهر في المراحل المبكرة من غير المؤلم، ولكن مع مرور الوقت، قد تظهر بعض الأعراض المزعجة. من أبرز هذه الأعراض:

• ألم في الظهر: خاصة في المناطق التي تتعرض لضغط مستمر مثل أسفل الظهر.

• التصلب أو التشنج العضلي: يحدث عندما يضطر الشخص إلى تعديل وضعه بشكل غير طبيعي بسبب التقوس.

• صعوبة في التنقل: قد يشعر الأشخاص الذين يعانون من تقوس الظهر بوجود صعوبة في الحركة أو التنقل بشكل طبيعي.

• مشاكل في التنفس: في الحالات المتقدمة من تقوس الظهر، قد يضغط الانحناء على الرئتين، مما يجعل التنفس صعبًا.

• تغير في مظهر الجسم: قد يكون من السهل ملاحظة أن الشخص يعاني من تقوس الظهر من خلال انحناء مفاجئ أو غير طبيعي في وضعية الجسد.

4. طرق علاج تقوس الظهر

لحسن الحظ، هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها علاج تقوس الظهر وتحسين الوضعية العامة للعمود الفقري. قد يشمل العلاج تغييرات في نمط الحياة، العلاج الطبيعي، أو حتى التدخلات الطبية الجراحية في الحالات الشديدة.

أ. العلاج الطبيعي والتمارين الرياضية

يعد العلاج الطبيعي أحد العلاجات الأساسية لتقوس الظهر. من خلال تمارين تقوية عضلات الظهر والبطن، يمكن تحسين استقامة العمود الفقري وتقليل الضغط عليه. تساعد التمارين أيضًا في تعزيز مرونة العمود الفقري وتقليل الألم المصاحب. من بين التمارين المفيدة:

• تمارين الإطالة: التي تساهم في تحسين مرونة العضلات وتخفيف التوتر.

• تمارين تقوية العضلات: مثل تمارين اليوغا أو البيلاتس التي تساعد على تقوية عضلات الظهر والمعدة.

ب. تعديل وضعية الجلوس والوقوف

من الضروري أن يتبع الأشخاص الذين يعانون من تقوس الظهر تعليمات حول كيفية الجلوس والوقوف بشكل صحيح. ينبغي تجنب الجلوس لفترات طويلة في وضعية غير صحيحة. يمكن أيضًا استخدام وسائد تدعم الظهر بشكل صحيح أثناء الجلوس أو الوقوف.

ج. استخدام الأجهزة المساعدة

في بعض الحالات، قد يوصي الأطباء باستخدام أجهزة دعم الظهر مثل الأحزمة أو الدعامات لتوفير دعم إضافي للعمود الفقري. هذه الأجهزة قد تساعد في تقليل الألم وتحسين وضعية الجسم.

د. الأدوية المسكنة للألم

إذا كانت الأعراض تتضمن ألمًا مستمرًا، قد يوصي الأطباء باستخدام الأدوية المسكنة أو مضادات الالتهابات للمساعدة في تخفيف الألم وتخفيف الالتهاب الناتج عن التقوس.

هـ. الجراحة

في الحالات الشديدة أو عندما لا تنجح العلاجات الأخرى، قد يكون التدخل الجراحي ضروريًا. الجراحة قد تتضمن تصحيح الانحناء باستخدام أجهزة طبية مثل البراغي والدعامات أو إجراء عمليات لدمج الفقرات لتقليل الانحناء.

5. الوقاية من تقوس الظهر

أفضل وسيلة للتعامل مع تقوس الظهر هي الوقاية من حدوثه منذ البداية. تتضمن طرق الوقاية:

• ممارسة الرياضة بانتظام: تقوية عضلات الظهر والبطن من خلال التمارين الرياضية يمكن أن يساعد في الحفاظ على الوضعية السليمة.

• التقليل من الجلوس لفترات طويلة: ينبغي تجنب الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة في وضعية واحدة.

• الاهتمام بالوضعية: يجب أن يكون الجسم في وضعية مستقيمة سواء أثناء الجلوس أو الوقوف أو أثناء النوم.

6. الخاتمة

إن تقوس الظهر يمكن أن يكون مشكلة مزعجة تؤثر على الحياة اليومية، لكن مع العلاج المناسب والوقاية المستمرة، يمكن التحكم في هذه الحالة. من خلال تقوية العضلات، تصحيح وضعية الجسم، واستخدام الأجهزة المساعدة، يمكن للعديد من الأشخاص أن يجدوا الراحة ويعودوا إلى حياتهم الطبيعية.