حكم عن المرأة الصالحة

حكم عن المرأة الصالحة: قيمة لا تُقدر بثمن

المرأة الصالحة هي إحدى أعظم نعم الله على الإنسان، فهي ليست مجرد عنصر في المجتمع، بل هي العمود الفقري له. تساهم في استقرار الأسرة، وتأسيس الجيل الجديد على القيم والمبادئ، وتكمل دور الرجل في بناء المجتمع. المرأة الصالحة لها تأثير كبير على المجتمع بأسره، فهي مصدر من مصادر القوة الروحية والمعنوية، وتعتبر رمزًا للرحمة والصبر والعطاء. في هذا المقال، سنتناول جملة من الحكم والأقوال عن المرأة الصالحة، مُركّزين على قيمتها العالية في الإسلام وفي الحياة بشكل عام.

المرأة الصالحة في الإسلام:

في القرآن الكريم، تذكر الآيات الكريمة المرأة الصالحة كأنموذجٍ يُحتذى به في الأخلاق والفضيلة. فقد جاء في قوله تعالى: “فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّـهُ” (النساء: 34)، هذه الآية تُظهر بعض صفات المرأة الصالحة مثل القنوت والطاعة لله وحفظ ما أمر الله بحفظه. أما في الحديث النبوي الشريف، فقد ورد العديد من الأحاديث التي تحث على تقدير المرأة الصالحة، ومنها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة” (رواه مسلم). هذا الحديث يُظهر بوضوح كيف أن المرأة الصالحة هي من أعظم المتاع في هذه الحياة.

صفات المرأة الصالحة:

المرأة الصالحة تتمتع بمجموعة من الصفات التي تجعلها مميزة ومُحبوبة بين الناس، ومنها:

1. التقوى والصلاح: المرأة الصالحة تحرص على التقرب إلى الله، وتؤدي عباداتها على أكمل وجه. هي قادرة على التوازن بين حياتها الدينية والدنيوية، مما يجعلها قادرة على تربية أبنائها على القيم الإسلامية والأخلاق الحميدة.

2. الطاعة والوفاء: المرأة الصالحة تلتزم بتعاليم دينها، وتُحسن التعامل مع زوجها وأبنائها، كما تُظهر طاعتها لله ورسوله من خلال أعمالها اليومية.

3. الرحمة والحنان: تتميز المرأة الصالحة بالرحمة والحنان، وتُظهر ذلك في تعاملها مع أسرتها ومجتمعها. فهي تهتم بالآخرين وتُقدم لهم الدعم والعون بلا مقابل.

4. الصبر: المرأة الصالحة هي التي تُظهر الصبر في مواجهة التحديات الحياتية. سواء كانت في مرحلة من مراحل حياتها تتعامل مع ضغوط الحياة أو في تربية أبنائها، فإنها لا تفقد الأمل بل تستعين بالله وتستمر في مسيرتها.

5. الحكمة والعقلانية: تمتاز المرأة الصالحة بحكمتها، فهي قادرة على اتخاذ القرارات الصائبة في مختلف مواقف الحياة. تفكر بعقلانية قبل اتخاذ أي خطوة، سواء في مسألة شخصية أو أسرية.

6. الصدق والأمانة: المرأة الصالحة تتحلى بالصدق في قولها وفي عملها. كما أنها تُؤدي الأمانة في جميع معاملاتها، مما يجعلها محط احترام الجميع.

دور المرأة الصالحة في بناء المجتمع:

من أهم أدوار المرأة الصالحة هو دورها في بناء المجتمع. فهي حجر الزاوية في تشكيل الأسرة الصالحة التي تُعتبر اللبنة الأساسية لأي مجتمع. الأسرة هي المدرسة الأولى التي يتعلم منها الفرد، وبالتالي فإن المرأة الصالحة تُسهم في إعداد الأجيال القادمة. عندما تكون المرأة صالحة، فإنها تنشئ أفرادًا صالحين قادرين على المساهمة بشكل إيجابي في المجتمع.

علاوة على ذلك، فإن المرأة الصالحة تُعزز القيم الإنسانية مثل العدل والمساواة والاحترام، وتُساهم في نشرها بين أفراد المجتمع. وبدلاً من أن تكون مصدرًا للمشاكل والفتن، تصبح المرأة الصالحة مصدرًا للسلام والطمأنينة في محيطها.

المرأة الصالحة كأم:

الأم هي الأساس في تربية الأجيال، والمرأة الصالحة تُعتبر أما مثالية تزرع في أولادها القيم النبيلة والفضائل العالية. فالأم الصالحة لا تقتصر على تربية أولادها من الناحية الجسدية، بل تساهم في تربيته أخلاقياً وروحياً. في الحديث النبوي الشريف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الجنة تحت أقدام الأمهات”، مما يُبرز عظمة دور المرأة كأم واعتبارها مفتاحًا للجنة.

الحكمة في التعامل مع المرأة الصالحة:

من الحكمة في التعامل مع المرأة الصالحة أن نُقدّر جهودها ونُعزّز مكانتها في حياتنا. فالرجل يجب أن يكون عونًا لها في مسيرتها ويشكر لها ما تقدمه. فالمرأة الصالحة لا تحتاج إلى الهدايا الفاخرة أو الكلمات الزائفة، بل تحتاج إلى التقدير والاحترام الحقيقي. الدعم المتبادل بين الرجل والمرأة يُساهم في خلق بيئة صحية ومتوازنة داخل الأسرة والمجتمع.

حكم وأمثال عن المرأة الصالحة:

• “المرأة الصالحة كالشجرة الطيبة التي تثمر في كل الأوقات”، هذه المقولة تُظهر كيف أن المرأة الصالحة تُثمر في كل مرحلة من مراحل الحياة، ولا تُيأس أو تكل من العطاء.

• “المرأة الصالحة هي التي تجعل من بيتها جنة، وتزرع فيه السعادة والطمأنينة”، ففي حياتها اليومية، تُحاول المرأة الصالحة أن تكون السبب في نشر السلام والراحة بين أفراد أسرتها.

• “أعظم من الجمال جمال الروح، وأجمل من كل شيء، المرأة التي تعيش بالإيمان والعمل الصالح”، هذه المقولة تُظهر كيف أن الجمال الداخلي للمرأة الصالحة هو الأهم من جمال المظهر الخارجي.

ختامًا:

المرأة الصالحة هي مصدر من مصادر القوة والإلهام، وهي رمز للتضحية والعطاء. إن إيمانها بالله وحرصها على تربية أبنائها على القيم والمبادئ الإسلامية يجعل منها عنصرًا لا غنى عنه في المجتمع. لا يمكن إغفال دورها الفعال في تكوين أسرة ناجحة ومجتمع قوي. ومهما قيل عن المرأة الصالحة من حكم وأقوال، فإنها تظل مثالًا حيًا لكل من يبحث عن النجاح والتقدم في الحياة.