في عام 1940، أبصرت تركيا نجوم شعراء كبار تتألق في سمائها، وفي هذا الزمان الجليل، كان هناك حلمان يراودان شاعرين يطمحان إلى امتلاك آلة كاتبة، تنقذهما من حياة مريرة تملأها الفقر والمرض. الأضواء تتسلل إلى عالم الأديب الكبير بهجت نجاتيجيل الذي يحمل بين يديه ورقات تحمل قصائد ملهمة تخص شابين طموحين هما مظفر طيب أوسلو وروشتو أونور.
تدور قصة الفيلم حول حلم بعيد المنال يجمع مظفر وروشتو، وبالرغم من التحديات التي واجهوها في تلك الحقبة الزمنية، حيث اندلع وباء السل بشكل واسع، نجحوا في تحقيق أحلامهم. ظهرت سوزان، الفتاة الجميلة، في حياتهما وأصبحت المحفز لكتابة قصائدهما. باتوا ثلاثة أصدقاء، وبدأوا في المشاركة المسرحية، حيث كتبوا سويًا تلك الصفحات الفاتنة التي أسهمت في تشكيل حياتهم.
تتطور علاقة مظفر وسوزان، وينمو الحب بينهما، ولكن الظروف الاجتماعية ومرض روشتو يفصلون بينهما. على الرغم من الصعاب التي واجهوها، ظلوا مخلصين لصداقتهم. تظهر علامات مرض السل بوضوح على روشتو، وتتفاقم حالته. ينتقل إلى المشفى للعلاج، ولكن كان من الصعب العثور على مكان شاغر في ظل تفشي الوباء. تظهر الحياة بمظهرها الأكثر قسوة، فتفقد مديحة، حب حياته، حياتها بسبب انفجار الزائدة الدودية، ويعزى تدهور حالتها إلى تأخر التشخيص.
لم يدم الحزن على فقدان مديحة طويلاً، إذ انضم روشتو إلى زوجته بعد 17 يومًا فقط من رحيلها. ارتسمت لوحة حزينة أخرى على الساحة، إذ توفي مظفر في عام 1946 عن عمر يناهز 26 عامًا. تظهر الفيلم قضية العمل الإجباري في مناجم الفحم التي كانت تجبر عليها جميع الذكور في زونجولداك، ويسلط الضوء على الجهد البشري المضطرب.
الأديب بهجت نجاتيجيل، الذي كان أبًا روحيًا لروشتو ومظفر، لعب دورًا كبيرًا في حياتهما، ساعدهما في العلاج ودعمهما في نشر قصائدهما، وأصبح فيما بعد واحدًا من أعظم الشعراء في تركيا. هكذا تترك لنا قصة “فيلم Butterfly’s Dream” أثراً عميقاً يستحق الاستمتاع بتفاصيلها وتأمل دروسها.
المزيد من المعلومات
تعتبر قصة “فيلم Butterfly’s Dream” من الأعمال الفنية التي تسلط الضوء على جوانب إنسانية وتاريخية هامة. يتناول الفيلم ليس فقط حياة الشعراء مظفر وروشتو ورحلتهما في عالم الأدب والمشاكل الصحية التي واجهوها بل يقدم أيضًا لمحة عن السياق الاجتماعي والتاريخي في تركيا خلال فترة الأربعينيات.
في هذا السياق، يظهر الفيلم وضع المجتمع التركي في ذلك الوقت، حيث كانت الظروف الاقتصادية صعبة، وكان الفقر والمرض يهيمنان على حياة الكثيرين. تنقلب حياة الشعراء رأسًا على عقب بسبب تفشي مرض السل، ويتم استعراض التحديات التي واجهوها أثناء البحث عن علاج ومكان في المشفى.
من الجوانب البارزة أيضًا في الفيلم هي علاقة الحب والصداقة التي تربط بين مظفر وسوزان، وكيف تأثرت هذه العلاقات بالظروف الاجتماعية والصحية. يظهر الفيلم كيف أصبحت الكتابة والشعر وسيلة للتعبير عن المشاعر والأحلام في وجوه الصعاب.
يُبرز الفيلم أيضًا دور الأديب بهجت نجاتيجيل كشاهد ومساهم رئيسي في رحلة الشعراء، حيث لا يقتصر دوره على مجرد كتابة القصائد ولكن يمتد إلى تقديم الدعم الذي أسهم في تحقيق طموحاتهما.
على الرغم من مأساة القصة ونهايتها المؤلمة، إلا أنها تعكس تحفيزًا قويًا للاستمرار في الحلم والإبداع حتى في ظل الصعاب. “فيلم Butterfly’s Dream” يقدم قصة لا تنسى عن الإرادة القوية والأحلام التي تتجاوز الحدود، ويعتبر مساهمة قيمة في تاريخ السينما التركية.